إيمي ماكينون

روبي جرامر


        
<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">عرض: صباح عبد الصبور</span></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>تُواجِه الولايات المتحدة مشكلة في إدارة سفاراتها في القارة الأفريقية، في ظل العديد من التحديات التي يمكن أن تؤثر على نفوذ واشنطن في القارة في مواجهة الخصوم الرئيسيين. وفي ضوء هذا نشر موقع مجلة "فورين بوليسي" مقالاً للكاتبَين "روبي جرامر" مراسل الشؤون الدبلوماسية والأمن القومي في المجلة، و"إيمي ماكينون" مراسلة الأمن القومي والاستخبارات في المجلة ذاتها، بعنوان "سفارات الولايات المتحدة في أفريقيا تعاني من نقص حاد في الموظفين"، في 22 يوليو 2022. ويمكن استعراض أبرز ما جاء فيه على النحو الآتي:</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">1-</span> <span class="has-inline-color has-vivid-red-color">مؤشرات نقص الكوادر البشرية في السفارات الأمريكية:</span> بحسب المقال فإن هناك العديد من المؤشرات التي توضح نقص الكوادر البشرية؛ وذلك على النحو الآتي<span class="has-inline-color has-vivid-red-color">:</span></strong></p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>أ- أزمة موارد بشرية في السفارات الأمريكية:</strong> قال السيناتور جيم ريش كبير الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لمجلة فورين بوليسي إن في الموارد البشرية بالسفارات الأمريكية في أفريقيا نقصاً يعكس كون أفريقيا ليست أولوية ذات أهمية عالمية، حسب وصفه.</p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>ب- إجهاد الدبلوماسيين وتكدُّس المهام</strong>: بالنسبة إلى وزارة الخارجية، أدى النقص في الموظفين إلى إجهاد الدبلوماسيين الذين يعانون بالفعل من إرهاق العمل؛ ما يعكس مشكلة أكبر في الموظفين؛ حيث تكافح الوزارة للتغلب على تداعيات تجميد التوظيف في عهد ترامب. وقد ذكر مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية أنه لا يوجد عدد كافٍ من الأشخاص للقيام بجميع المهام التي تحتاجها واشنطن.</p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>ج- تعطُّل مهام السياسة الخارجية الأمريكية:</strong> وفق تصريحات العديد من المسؤولين الأمريكيين، فإن العديد من السفارات الأمريكية ذات الأهمية الحاسمة في شرق أفريقيا، تواجه فجوات كبيرة في المؤسسات، وعلى الأخص في السودان؛ حيث ركَّزت الجهود الأمريكية والدولية على مساعدة البلاد في الانتقال إلى الديمقراطية عقب الانقلاب العسكري العام الماضي.</p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>د- وجود مناصب فارغة في بعض السفارات:</strong> بحسب المقال، كانت المشكلة أكثر حدةً في منطقة الساحل الأفريقي؛ حيث تكافح الولايات المتحدة وحلفاؤها لقمع المد المتصاعد للإرهاب والتطرُّف العنيف الذي تزايد رغم استثمار مليارات الدولارات الغربية في التعاون الأمني ​​ومساعدات التنمية. وفي الأشهر الأخيرة، كان أكثر من نصف مناصب السفارة الأمريكية في النيجر شاغراً، بما في ذلك 44% من المناصب الدبلوماسية الأمريكية؛ وذلك وفقاً لبيانات وزارة الخارجية الأمريكية. وفي الفترة الزمنية ذاتها، كان ما يقرب من ثلث مناصب السفارة في بوركينا فاسو فارغاً، بما في ذلك نصف المناصب الدبلوماسية الأمريكية. وفي مالي كان لدى السفارة ما يقرب من 20% من الوظائف الشاغرة. ووفقاً للمقال، حذر المسؤولون من أن هذه الإجراءات لا تقدم سوى لمحة سريعة عن القضية، وأن أرقام الموظفين تتغير باستمرار، لا سيما مع انتقال الدبلوماسيين إلى مناصب جديدة خلال ما يسمى "موسم الانتقالات الصيفية" في وزارة الخارجية.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">2-</span> <span class="has-inline-color has-vivid-red-color">تداعيات نقص العنصر البشري في السفارات الأمريكية: </span>استعرض المقال التداعيات السلبية المرتبطة بنقص الموارد البشرية في السفارة الأمريكية؛ وذلك على النحو الآتي<span class="has-inline-color has-vivid-red-color">:</span></strong></p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>أ- عدم القدرة على الموازنة بين برامج الأمن وأهداف التنمية</strong>: يرى المقال أن النقص المزمن في موارد السفارات الأمريكية المهمة في جميع أنحاء القارة، يعكس تحدياً أوسع لسياسة الولايات المتحدة تجاه أفريقيا على مدى العقود العديدة الماضية، وهو التحدي الذي يعطي الأولوية للتعاون العسكري والأمني ​​مع إعطاء الدبلوماسية والتنمية اهتماماً قصيراً. فقد قال السيناتور بوب مينينديز رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، إن "حكومة الولايات المتحدة استثمرت المليارات في قطاع الأمن في بلدان أفريقيا على مر السنين، لكننا مقصرون فيما يتعلق بمعالجة نقص الموارد والوجود الدبلوماسي"، وأضاف: "هذا ما يعوق قدرتنا على الموازنة بين برامج الأمن والبرامج التي تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للتطرف وانعدام الأمن بوجه عام."</p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>ب- تقويض جهود واشنطن في منافسة روسيا والصين</strong>: يُحذِّر المشرعون من أن النقص يهدد بتقويض جهود الولايات المتحدة للتنافس مع منافسَيها الجيوسياسيَّين (الصين وروسيا)؛ حيث يعمل الاثنان على توسيع نفوذهما في جميع أنحاء القارة؛ فقد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف هذا الأسبوع زيارة مصر وأوغندا وإثيوبيا ثم جمهورية الكونغو في وقت لاحق من هذا الشهر، وجميع البلدان التي عمَّقت العلاقات مع موسكو في السنوات الأخيرة.</p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وفي مقابلة مع مجلة فورين بوليسي، أقرَّت مساعِدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية مولي فيي، بمشاكل الموظفين في السفارات الأمريكية، وقالت إن كبار قادة وزارة الخارجية يعملون بجد لملء الفجوات، على الرغم من المشكلات الهيكلية الصعبة داخل البيروقراطية. وعن التنافس مع الخصوم الجيوسياسيين في أفريقيا، قالت "فيي": "سنكون أكثر تأثيراً، وأكثر فاعلية إذا كان لدينا المزيد من الموارد الثابتة"، وأكدت ثقتها بأن نموذج الولايات المتحدة والشراكة الأمريكية أكثر جاذبيةً للدول الأفريقية في النهاية.</p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>ج- عرقلة عمل بعض الوكالات الدولية والإنسانية:</strong> يشير المقال إلى ظهور مشكلة مماثلة في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) التي تقوم بعثاتها في أفريقيا بتخصيص مليارات الدولارات؛ إذ تواجه المساعدات الأمريكية والإنسانية نقصاً حاداً في الموظفين. وتناول مسؤول رفيع المستوى في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية هذه المسألة في جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ هذا الشهر أثناء استجواب مينينديز والسيناتور الجمهوري مايك راوند؛ &nbsp;إذ قال روبرت جينكينز المسؤول الكبير في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أثناء الجلسة: "ليس هناك عدد كافٍ من الموظفين المؤهلين"، وأضاف: "نبذل قصارى جهدنا لتوظيف المزيد من موظفي الخدمة الخارجية بعد ما كان تجميد التوظيف في الإدارة السابقة، الذي أثر على الإنتاجية بأكملها، على مختلف المستويات".</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">3-</span> <span class="has-inline-color has-vivid-red-color">أسباب نقص العنصر البشري في السفارات الأمريكية:</span> لفت المقال إلى بعض الأسباب التي أدت إلى نقص العنصر البشري في السفارات الأمريكية؛ وذلك على النحو الآتي<span class="has-inline-color has-vivid-red-color">:</span></strong></p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>أ- مشكلات تتعلَّق بالرواتب ومستويات المعيشة:</strong></p>



<div style="height:12px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<ul><li><strong>ضعف هياكل الحوافز الدبلوماسية</strong>: قال دبلوماسيون حاليون وسابقون إن جزءاً من المشكلة يتمثل في هياكل الحوافز الموجودة للذهاب إلى السفارات في البلدان الفقيرة التي لديها تهديدات أمنية كبيرة أو بنية تحتية محدودة.</li></ul>



<div style="height:12px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<ul><li><strong>عدم مرافقة العائلة للدبلوماسيين</strong>: وفقاً للمقال، فإنه في بعض الأحيان لا يُسمح للعائلات والأزواج بمرافقة الدبلوماسيين لأسباب أمنية.</li></ul>



<div style="height:12px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<ul><li><strong>صعوبة التعايش في البلدان الفقيرة</strong>: قد يكون لدى البلدان الأفريقية الفقيرة خيارات محدودة للأزواج للعمل أو خيارات قليلة للمدارس الجيدة لأطفال الدبلوماسيين.</li></ul>



<div style="height:12px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<ul><li><strong>وجود أشخاص غير مؤهلين للوظيفة</strong>: تظل العديد من الوظائف شاغرة، في حين أن بعضها يشغلها أشخاص لا يمتلكون المعرفة أو الخبرة المطلوبة للتنقُّل في البيئة المحلية، كما قال جوزيف سيجل مدير الأبحاث في مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية<strong>.</strong></li></ul>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>ب- مشكلات على مستوى القمة:</strong></p>



<div style="height:12px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<ul><li><strong>تسييس عملية تعيين السفراء الأمريكيين</strong>: يشير المقال إلى أن المشاكل على مستوى الرتب والمرتبات تتخللها فجوات في القمة كذلك؛ إذ يتطلب سفراء الولايات المتحدة ومسؤولو وزارة الخارجية ذوو المستوى الرفيع ترشيحاً رئاسياً وموافقة مجلس الشيوخ، لكن هذه العملية أصبحت عالقة ومسيسة على نحو متزايد. على سبيل المثال، كان الرئيس جو بايدن بطيئاً في الإعلان عن بعض المرشحين لمنصب السفير خلال سنته الأولى في منصبه. وفي الكابيتول هيل، يمكن للمرشح أن ينتظر شهوراً، أو حتى سنوات، للتصويت لتأكيد تعيينهم؛ لعدة أسباب، مثل الرقابة المتزايدة من قبل المشرعين، أو تعليقهم من قبل عضو في مجلس الشيوخ لممارسة الضغط على الإدارة، أو مجرد تهميشهم في جدول زمني متكدس في مجلس الشيوخ.</li></ul>



<div style="height:12px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<ul><li><strong>عدم وضوح استراتيجية واشنطن في أفريقيا:</strong> بعد مرور ثمانية عشر شهراً على رئاسة بايدن، لم يُصدر مجلس الأمن القومي بعدُ استراتيجيته الخاصة بأفريقيا، ولم يُجْرِ الرئيس أو نائبه زيارة إلى القارة. وأعلن بايدن الأربعاء عن خططه لاستضافة قادة من جميع أنحاء القارة لحضور قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا المقرر عقدها في واشنطن في ديسمبر. في هذا السياق، قالت إليزابيث شاكلفورد الزميلة البارزة في مجلس شيكاغو للشؤون العالمية، والدبلوماسية الأمريكية السابقة؛ إن قضية نقص الموظفين في السفارات الأمريكية في أفريقيا تسبق إدارتي ترامب وبايدن، وأشارت إلى أنه "لا يمكن تنفيذ سياسة أمريكية جيدة في أفريقيا؛ لأن واشنطن لا تمتلك الموارد العالية المستوى أو الأشخاص الذين تحتاجهم لذلك".</li></ul>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">4- مقترحات لحل أزمة نقص الكوادر الدبلوماسية الأمريكية:</span> استعرض المقال بعض المقترحات لمواجهة واشنطن هذه الأزمة؛ وذلك كالآتي<span class="has-inline-color has-vivid-red-color">:</span></strong></p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>أ- الاستعانة بتجارب ناجحة لتحفيز الدبلوماسيين</strong>: يشير المقال إلى أنه سبق أن تغلبت وزارة الخارجية على هذا النوع من القضايا مع سفاراتها في العراق وأفغانستان، من خلال تقديم رواتب أعلى، وتعيينات أقصر، ومسارات سريعة للترقيات، والمزيد من المناصب العليا بعد ذلك لتحفيز دبلوماسييها على "العطاء".</p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>ب- توفير حوافز توظيف جديدة لشاغلي المناصب:</strong> يقول كبار المسؤولين في وزارة الخارجية إنهم يعملون على سد الفجوات في السفارات الأمريكية في أفريقيا من خلال حوافز توظيف جديدة وإصلاحات للطريقة التي يتقدم بها الدبلوماسيون لشغل مناصب في السفارات بجميع أنحاء القارة.</p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>ختاماً، يشير المقال إلى أنه منذ نهاية الحرب الباردة، عندما نافست واشنطن الاتحاد السوفييتي على التأثير في أفريقيا، سعت السياسة الأمريكية إلى تعزيز الحكم الرشيد والسلام والأمن والتجارة والاستثمار، لكن القارة لم تحتل مكانة عالية على الإطلاق في قائمة أولويات واشنطن. فيما حققت روسيا نجاحات كبيرة في أفريقيا في السنوات الأخيرة؛ حيث أرسلت مجموعات مرتزقة ونشطاء سياسيين متحالفين على نحو وثيق مع الكرملين لدعم القادة المحاصرين وتأمين الوصول إلى امتيازات التعدين المربحة. ومع عودة التنافس بين القوى العظمى إلى أفريقيا، مع قيام الصين أيضاً بتوسيع نطاق وجودها، يقول الخبراء إن الولايات المتحدة قد تراجعت، وتكافح من أجل التعبير عن حجة إيجابية لتعميق الروابط.</strong></p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">المصدر: </span></strong></p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>Robbie Gramer and Amy Mackinnon, U.S. Embassies in Africa Are Chronically Short-Staffed, Foreign Policy, July 22, 2022, accessible at: <a href="about:blank">https://foreignpolicy.com/2022/07/22/africa-embassies-short-staffed-us-sahel-china-russia/</a></p>

      

تحديات عمل السفارات الأمريكية في القارة الأفريقية