إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية

سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ أول يوم له بعد أدائه اليمين الدستورية في العشرين من يناير الجاري، إلى تنفيذ الوعود التي قدمها للناخبين خلال حملته الانتخابية، بأنه سيجعل أمريكا للأمريكيين فقط، في حين تعهد بشن حملة كبرى لترحيل للمهاجرين لم تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر من 50 عاماً، وبالفعل نفذ وعوده من خلال إصداره مجموعة من الأوامر التنفيذية الرامية إلى الحد من تدفق المهاجرين إلى الولايات المتحدة؛ وذلك لكي يسهل على الإدارة الجديدة عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين من خلال توسيع نطاق الصلاحيات للجهات المعنية لتشمل وزارة العدل وإدارتها.إجراءات متعددةثمة عديد من الإجراءات التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه منصبه لإنجاح خطته في ترحيل المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدة، وهي الإجراءات التي يمكن توضيحها فيما يلي:1– إنهاء استخدام تطبيق (CBP One): في إطار العمل على تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمواجهة تزايد أعداد المهاجرين إلى الولايات المتحدة، أنهت الإدارة الأمريكية الجديدة استخدام تطبيق (CBP One)، الذي يسمح للمهاجرين بدخول الولايات المتحدة بشكل قانوني. وبهذه الخطوة سيغلق الطريق أمام الأشخاص الذين يتطلعون للقدوم إلى الأراضي الأمريكية. وقد لجأت الإدارة الأمريكية إلى إنهاء التطبيق لأنها تعتبرها خطوة تساعد في تقليل عبور المهاجرين من خلال توفير طريقة منظمة لدخول الولايات المتحدة.2– تفعيل قانون الأعداء الأجانب: من المتوقع أن يلجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تفعيل قانون الأعداء الأجانب من أجل إنجاح خطته لترحيل المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدة؛ وذلك لأنه بموجب هذا القانون يُسمَح للرئيس باحتجاز وترحيل الأشخاص الذين لا يحملون الجنسية الأمريكية وينتمون إلى الدول المعادية؛ وذلك بهدف حماية الأمن القومي الأمريكي. ويعود تاريخ هذا القانون إلى عام 1798 عندما أقره الرئيس الأمريكي الأسبق جون آدمز.3– توسيع نطاق الإبعاد العاجل للمهاجرين: أصدرت الإدارة الأمريكية الجديدة قاعدة جديدة تهدف إلى توسيع نطاق الإبعاد العاجل للمهاجرين، باستثناء المهاجرين الذين لا يستطيعون إثبات إقامتهم في الولايات المتحدة لأكثر من عامين. وهذا القرار أُصدر عقب الخطط الجديدة التي طرحها القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي الأمريكي بنيامين هوفمان، الذي أراد من خلالها توسيع صلاحيات إنفاذ قانون الهجرة لوكالات وزارة العدل، في حين نوهت الأخيرة بأنها ستلاحق وتعاقب كلَّ من لا يتعاون مع سياسات الرئيس المتعلقة بملف الهجرة؛ وذلك لضمان تنفيذ قرارات الإدارة الجديدة ولإنجاح خططها.4– اعتقال المهاجرين غير الشرعيين: قامت السلطات الأمريكية، منذ اليوم الأول من تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باعتقال نحو 1000 شخص في يوم واحد من المهاجرين غير الشرعيين في جميع أنحاء الولايات، وكان ذلك ضمن المداهمات التي نفذتها وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية في أول أيام عملها عقب صدور أوامر تنفيذية من الرئيس الأمريكي بشأن الهجرة، بجانب تعاون وكالة الهجرة مع السجون المحلية في جميع أنحاء الولايات لنقل نحو أكثر من 300 معتقل إضافي إلى الحجز الفيدرالي. وهذه الخطوات تدل على حرص الإدارة الأمريكية الجديدة على وعودها خلال الحملة الانتخابية بإعادة الأمن إلى الحدود وتطبيق قوانين الهجرة.5– طرد العائلات المهاجرة غير الشرعية: في إطار تنفيذ خطة ترامب لترحيل المهاجرين غير القانونيين من الولايات، من المتوقع أن تطرد الإدارة الجديدة العائلات المهاجرة غير الشرعية، ومنها الآباء الذين ولد أطفالهم على الأراضي الأمريكية بعد الأمر التنفيذي الذي أقره ترامب في أول يوم له من توليه منصبه المتعلق بإنهاء حق المواطنة بالولادة في الولايات المتحدة، كما أن من المتوقع أن الحكومة الأمريكية لن تعترف بعد ذلك بالمواطنة للأطفال المولودين في الولايات المتحدة لمهاجرين غير قانونيين، بجانب حظر حق المواطنة بالولادة للأطفال المولودين لأبوين لديهما تأشيرة سياحية أو تأشيرة عمل مؤقت أو تأشيرة طالب.6– تعليق دخول المهاجرين من الحدود الجنوبية: أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً بتعليق دخول المهاجرين من الحدود الجنوبية. وبناءً على ذلك خطَّط لإرسال نحو 10 آلاف جندي إلى الحدود الجنوبية، بجانب قيام وزارة الدفاع الأمريكية بإرسال نحو 1500 جندي لتأمين الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك؛ لذلك قامت المكسيك ببناء خيام ضخمة على الحدود الأمريكية ومراكز إيواء استعداداً لاستيعاب المهاجرين المرحَّلين من الولايات المتحدة.7– إنهاء العمل ببرنامج الإفراج الإنساني المشروط: اتخذ ترامب قراراً بإنهاء برنامج "الإفراج الإنساني المشروط" الذي أقره الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، والذي كان يسمح للمهاجرين من كوبا ونيكاراجوا وهاييتي وفنزويلا بدخول الولايات المتحدة والبقاء فيها بشكل مؤقت؛ حيث إن هذا البرنامج أتاح للمهاجرين من الدول الأربع السفر مباشرةً إلى الولايات المتحدة بشرط أن يكون لديهم كفلاء ماليون، في حين كان يسمح للمشاركين بالبقاء لمدة تصل إلى عامين مع إمكانية البحث عن طرق قانونية للإقامة الدائمة.8– الوصول إلى اتفاق البلد الثالث الآمن: عملت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع سلطات السلفادور على صياغة اتفاقية اللجوء، التي تتضمن ترحيل المهاجرين من الولايات المتحدة إلى ذلك البلد الصغير؛ وذلك وفقاً لما أوردته قناة "سي بي إس" عن مصادر مطلعة. وستسمح اتفاقية البلد الثالث الآمن للمسؤولين الأمريكيين المعنيين بشؤون الهجرة بترحيل المهاجرين الذين ليسوا من مواطني السلفادور إلى ذلك البلد اللاتيني، ورفض طلباتهم للحصول على اللجوء من الولايات المتحدة. وبناءً على ذلك، سيُطلَب من المهاجرين التقدم بطلب اللجوء في السلفادور التي سيتم تصنيفها كبلد ثالث آمن.9– إغلاق مكاتب الهجرة في أمريكا اللاتينية: قامت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإغلاق مكاتب المعالجة في أمريكا اللاتينية التي أنشأتها إدارة بايدن لمنح المهاجرين خيارات الهجرة القانونية. وقد سمحت هذه المكاتب التي أنشئت في كولومبيا وكوستاريكا والإكوادور وجواتيمالا، لبعض المهاجرين الذين يعيشون في تلك البلدان أو يمرون عبرها بالتقدم بطلب للحصول على برامج تسمح لهم بدخول الولايات المتحدة بشكل قانوني، في حين ذكرت وثائق وزارة الخارجية الأمريكية أن الإدارة الأمريكية الجديدة أوقفت العمليات في تلك المواقع المعروفة باسم "مكاتب مبادرة التنقل الآمن".10– التعاون مع الحكومة الكولومبية لاستيعاب المهاجرين: في إطار تنفيذ خطة ترامب لخروج المهاجرين من الولايات المتحدة، قام الرئيس الأمريكي بإرسال طائرتين تحملان مهاجرين كولومبيين مُرحَّلين من الولايات المتحدة، إلا أن كولومبيا رفضت هذه الطائرات. وهذا الأمر أغضب ترامب الذي هدَّدها بفرض رسوم جمركية وعقوبات كبيرة عليها بسبب رفضها التعاون في ملف الهجرة، إلا أنها سارعت بالموافقة على شروط الرئيس الأمريكي، وقبلت رحلات ترحيل المهاجرين من الولايات المتحدة؛ وذك حتى لا تدخل في حرب تجارية مع الولايات المتحدة.أضرار فادحةوختاماً، يمكن القول إن عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، التي يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الولايات المتحدة، قد تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الأمريكي؛ وذلك نتيجة ما تؤدي إليه عمليات الترحيل الجماعي للمهاجرين غير القانونيين من اضطراب كبير في القطاعات الحيوية مثل الزراعة والأدوية والبناء وغيرها من القطاعات التي تعتمد بشكل أساسي على العمالة المهاجرة، بجانب أن عمليات الترحيل ستترك آثاراً مؤلمة على التوظيف والتضخم في الولايات المتحدة.

إجراءات ترامب لإنجاح خطته لترحيل المهاجرين غير الشرعيين