إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية


        
<p><strong>أثار إعلان رئيس الوزراء الياباني "يوشيهيدي سوجا" الانسحابَ وعدم الترشح مجدداً لرئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي في الانتخابات الحزبية المقبلة، في 29 سبتمبر 2021؛ الكثير من التساؤلات حول مستقبل العملية السياسية في اليابان في مرحلة ما بعد "سوجا"، وما إذا كان ذلك القرار سيؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي، بما قد يؤدي إلى أزمات اقتصادية وسياسية على المستويين الداخلي والخارجي.</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">أسباب متعددة</span></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>يمكن تناول أبرز الأسباب التي أدت إلى إعلان رئيس الوزراء الياباني "يوشيهيدي سوجا" عدم نيته الترشح في الانتخابات المقبلة؛ وذلك على النحو التالي:</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>&nbsp;1– ضعف إدارة "سوجا" لتداعيات الجائحة</strong>: أشارت تقديرات عدة إلى أن قرار "سوجا" عدم الترشح لرئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي مجدداً في الانتخابات القادمة؛ يرجع إلى ضعف فاعلية استراتيجيته في الاستجابة لجائحة كورونا، خصوصاً بطء حملة التطعيم ضد الفيروس في اليابان، وارتفاع الإصابات الجديدة الناجمة عن الانتشار السريع لسلالة دلتا. وفي هذا الإطار، صرَّح "توشيهيرو نيكاي" المسؤول الثاني في الحزب الحاكم، بأن "سوجا يريد تركيز جهوده على تدابير مكافحة فيروس كورونا، وأنه لن يشارك في الانتخابات لرئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي".</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>&nbsp;<strong>2– تراجع شعبية "سوجا" إلى أدنى مستوياتها:</strong> كما تشير تقديرات إلى أن انسحاب "سوجا" من المشهد السياسي للحزب الحاكم، يرتبط بدرجة رئيسية بتراجع التأييد الشعبي له إلى أقل مستوياته. وفي هذا السياق، أشار استطلاع رأي أجرته صحيفة "أساهي" كبرى الصحف اليابانية، إلى أن نحو 60% ممن شاركوا في الاستطلاع قالوا إنهم لا يريدون استمرار "سوجا" رئيساً للوزراء، بما يمثل تراجعاً بنسبة 28% عن استطلاعات أجريت في الأشهر القليلة الماضية.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3– خطأ "سوجا" في خطاب ضحايا هيروشيما:</strong> وبجانب ضعف فاعلية الاستجابة لجائحة كورونا، وبطء حملة التطعيم ضد كورونا في اليابان، وارتفاع الإصابات الجديدة لسلالة دلتا؛ فقد سادت حالة من الغضب بين صفوف اليابانيين بعد ارتكاب "سوجا" خطأً خلال حفل إحياء ذكرى ضحايا هيروشيما؛ حيث تخطى "سوجا" –عن طريق السهو– أجزاء من النص المكتوب، أشار المراقبون إلى أنها تبلغ نحو صفحة، من الخطاب التقليدي الذي يلقيه كل عام في هذه المناسبة الشديدة الأهمية بالنسبة إلى اليابانيين، وهو الأمر الذي أدى إلى غضب اليابانيين الذين اعتبروا أن هذا تصرف يتنافى مع أهمية الحدث.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وعلى الرغم من اعتذار "سوجا" عن هذا الخطأ، جاء ليصب مزيداً من الزيت على النار بالنظر إلى حالة الرفض التي تعتري الشعب الياباني بسبب إصرار "سوجا" على استضافة دورة الألعاب الأوليمبية، التي أثارت جدلاً كبيراً في الشارع الياباني بسبب تنافيها مع إجراءات مكافحة تفشي فيروس كورونا.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">خلافة "سوجا"</span></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>تذهب أغلب التقديرات إلى أن أكثر المرشحين حظاً لخلافة "سوجا" في منصب رئيس الوزراء، هو "شنزو آبي" رئيس الوزراء السابق، والرئيس السابق للحزب الديمقراطي الليبرالي، ولكن في حال عدم ترشح "آبي" فإن المرشح الذي سيدعمه، على الأرجح، ستكون له فرص جيدة في السباق الانتخابي.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وبوجه عام، فإن هناك أربعة فصائل رئيسية تابعة للحزب الديمقراطي الليبرالي في مجلس النواب الياباني سوف تحدد، بنسبة كبيرة من سيُنتخب رئيساً للحزب الديمقراطي الليبرالي، ثم رئيساً للوزراء بعد ذلك.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وأكبر هذه الفصائل هو فصيل "هوسودا" الذي يتزعمه "آبي" بحكم الأمر الواقع، ويضم 96 عضواً، يليه فصيل "شيكوكاي" ويترأسه نائب رئيس الوزراء "تارو أسو" الذي يضم 53 عضواً، ثم فصيل "شيزويكاي" بقيادة "توشيهير ونيكاي" الذي يضم 47 عضواً، ثم فصيل "كوشيكاي" الذي يضم 46 عضواً، ويقوده "فوميو كيشيدا" الذي يتسابق على رئاسة الحزب الديمقراطي الليبرالي أيضاً.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>إجمالاً، يمكن القول إن اليابان ما بعد "سوجاً" –وفي حال عدم حصول أي من المرشحين في الانتخابات المقبلة على دعم الفصائل التابعة للحزب الديمقراطي الليبرالي في مجلس النواب الياباني– قد تشهد عودة مقلقة إلى حالة من عدم الاستقرار، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى ركود اقتصادي، وتعطيل للعديد من الملفات السياسية الداخلية والخارجية التي تنخرط فيها الدولة اليابانية.</strong><strong></strong></p>

      

هل تشهد اليابان حالة من عدم الاستقرار في الفترة القادمة؟