إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية


        
<p><a><strong>تبنَّى</strong></a><strong> رئيس الكونغو الديمقراطية "فيليكس تشيسيكيدي" العديد من المناورات للتغلب على التحديات الداخلية والخارجية بهدف تعزيز شعبيته للفوز بولاية جديدة خلال انتخابات الرئاسة المقبلة في 2023. ويتصدَّر هذه التحركات الانتشار العسكري في مناطق الاضطرابات، والقيام بأدوار الوسا</strong><strong>طة، واستغلال العلاقات الوثيقة مع الدول الغربية في تحجيم المنافسين المحتملين، بالإضافة إلى التحركات الدبلوماسية النشطة وتوظيف رئاسة بلاده للاتحاد الإفريقي. ويمكن تناول أبرز أساليب تعزيز الرئيس الكونغولي لشعبيته ومواجهة التحديات الدبلوماسية فيما يلي:</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1– تعزيز الانتشار العسكري بمناطق الاضطرابات:</strong><strong> دخل "تشيسيكيدي" في صدامات مباشرة عدة مرات في الأشهر الأخيرة مع رئيس أركان الجيش الكونغولي، "سيلستين مبالا"؛ بسبب اختلافهما حول العدد الدقيق للجنود المنتشرين في المناطق التي تشهد اضطرابات</strong>، مثل مقاطعات إيتوري وشمال كيفو وجنوب كيفو. وقد ثبت بصورة قاطعة أن الأعداد التقديرية المتعلقة بعمليات الانتشار غير دقيقة، ولا تقدم صورة صحيحة عن الأعداد الموجودة على الأرض فعليًّا.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وشملت هذه الإحصاءات العديد من الجنود الذين لقوا حتفهم أو هُجروا أو تم نشرهم ببساطة في أماكن أخرى. وفي ضوء هذا الواقع، <strong>قامت مؤسسة الرئاسة بإرغام هيئة الأركان العامة على القيام بعمل تصنيف دقيق للأفراد العسكريين العاملين في مناطق الاضطرابات؛ وذلك بهدف تحقيق انتشار عسكري أفضل في تلك المناطق. </strong>وتعتبر هذه العملية جزءاً من الجهود التي تبذلها الرئاسة للقضاء على موظفي الخدمة المدنية الوهميين في جميع الوزارات الكونغولية والشركات المملوكة للدولة باستخدام التقنيات الحديثة، ولا سيما القياسات الحيوية.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2– توظيف علاقات "تشيسيكيدي" الخارجية:</strong> <strong>نجح "تشيسيكيدي" في استثمار علاقاته الطيبة بالعديد من الدول الغربية لإجهاض محاولات رجل الأعمال "مويس كاتومبي" لتعزيز حظوظه في الانتخابات الرئاسية في عام 2023.</strong> وقد اتضح نجاح "تشيسيكيدي" من خلال تمكنه من اكتساب دعم واشنطن له منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، كما أن <strong>الرئيس "بايدن" وعد مؤخراً بإرسال خبراء استشاريين إلى كينشاسا لدعم الرئاسة في مشروعها لتنقيح العقود التي وُقعت مع الصين في عهد الرئيس السابق "جوزيف كابيلا".</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>كما عبَّر وزير الخارجية الأمريكي"أنتوني بلينكن"، في أكثر من مناسبة، على دعم بلاده لـ"تشيسيكيدي". <strong>كما يتمتع الرئيس الكونغولي بعلاقات طيبة أيضاً في أوروبا؛ حيث درس وعاش في بروكسيل أثناء نفي والده "إتيان تشيسيكيدي"،</strong> وهو معارض قديم لنظامي الرئيسين "موبوتو سيسي سيكو"، و"كابيلا". ويُشار في هذا الصدد إلى أن "كاتومبي" حاول مؤخراً استمالة بعض الدول، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، لدعمه في انتخابات الرئاسة المقبلة.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وعلى سبيل المثال، التقى "كاتومبي" العديد من الدبلوماسيين المشرفين على شؤون الكونغو في مكتب وزارة الخارجية للشؤون الإفريقية، وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، خلال سفره إلى الولايات المتحدة مؤخراً. وتم الترتيب لهذه اللقاءات عبر بعض جماعات الضغط التي توجد في واشنطن. يضاف إلى ذلك زياراته المتكررة إلى تل أبيب، ولقاؤه عددًا من المسؤولين في الاستخبارات والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وترويجه في الصحافة الإسرائيلية لأصوله اليهودية. <strong></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3– الاعتماد على الدبلوماسيين الموالين في الخارج: </strong>لم يتم تعيين سفراء جدد لتمثيل الكونغو في العواصم الأجنبية المختلفة منذ وصول "تشيسيكيدي" إلى سدة الحكم في عام 2019. ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الخلاف القائم بين الرئيس والغالبية البرلمانية المؤيدة للرئيس السابق "جوزيف كابيلا"، في "الجبهة المشتركة للكونغو".</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وبالرغم من ذلك، <strong>نجحت الدبلوماسية الخارجية للرئيس "تشيسيكيدي" في تعزيز قوة الكونغو الديمقراطية الناعمة، بالاعتماد على الشخصيات التي تدين له بالولاء في الخارج.</strong> ونجح هذا الأمر في العواصم الأجنبية لأكبر دول العالم، على غرار واشنطن ولندن وموسكو وباريس وبكين.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>4– تطوير العلاقات مع الجوار عبر شبكة المقربين: </strong><strong>يُفضِّل الرئيس "تشيسيكيدي" الاعتماد على المقربين منه داخل الرئاسة لتحقيق مصالحه الدبلوماسية. </strong>وحسب ما أشار تقرير صادر عن موقع "إنتلجنس أونلاين" مؤخراً، فإن رجل الأعمال "كلود إيبالانكي" –الذي عُين في أبريل 2020 منسقاً للجنة التنفيذية للآلية الوطنية لمتابعة اتفاقية أديس أبابا، والذي عمل مستشاراً للرئيس"تشيسيكيدي" أثناء الحملة الرئاسية– يعتبر مثالاً على استغلال الرئيس "تشيسيكيدي" لشبكة العلاقات الخاصة به.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وتعتبر هذه اللجنة، التي وضعت تحت السلطة المباشرة لرئيس الدولة، مسؤولة عن تنفيذ التزامات الاتفاق الإطاري للسلام لعام 2013 بين الكونغو والبلدان الأخرى في منطقة البحيرات العظمى. وقد عاش "إيبالانكي" في جنوب إفريقيا لما يقرب من 30 عاماً وأقام علاقات قوية بمسؤولي المؤتمر الوطني الإفريقي.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>كما نجح الرئيس "تشيسيكيدي" في تهدئة الاضطرابات الحدودية بين الكونغو ورواندا عبر مستشاره الخاص "فورتونات بيسيلي" المعروف باسم "بيفورت"، الذي ينحدر من إقليم "كاساي–سنترال" الذي ينحدر منه "تشيسيكيدي" أيضاً. وقد أنشأ "بيفورت" شبكة علاقات مهمة في المنطقة وواشنطن. يُذكر أن "بيفورت" عمل لفترة طويلة في مجال النفط؛ حيث كان أحد مديري شركة "ديج أويل" في جنوب إفريقيا.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>5– توظيف رئاسة الكونغو للاتحاد الإفريقي:</strong> <strong>يحاول " تشيسيكيدي" الذي تولى رئاسة الاتحاد الإفريقي بالتناوب، في فبراير 2021، استغلال هذا المنصب كنقطة انطلاق لتعزيز مكانة بلاده الدولية،</strong> ولمواجهة تحدي سد النهضة الإثيوبية والحرب الأهلية المشتعلة في إقليم تيجراي، ووباء فيروس كورونا، وهي القضايا التي تمثل أهمية كبرى للاتحاد الإفريقي في الوقت الحالي.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>وفي المجمل، يحاول الرئيس "تشيسيكيدي" استغلال جملة من الحيل المتكاملة للتغلب على التحديات التي تعترض حكمه، سواء على الصعيدين الداخلي والخارجي. ويستهدف "تشيسيكيدي" من وراء ذلك تحسين مستوى الأوضاع العامة في البلاد على أمل أن يساعده ذلك على تحسين مستوى شعبيته؛ لضمان الفوز بولاية جديدة في انتخابات الرئاسة المقررة في عام 2023.</strong></p>

      

كيف يعزز رئيس الكونغو الديمقراطية شعبيته قبل الانتخابات المقبلة؟