إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية

أطلقت إسرائيل ثلاثة من الأقمار الصناعية النانوية يوم 22 مارس 2021، وقد تم بناء وتطوير تلك الأقمار من قبل المعهد الإسرائيلي للتكنولوجيا في حيفا والصناعات الجوية الإسرائيلية. وتتمثل المهمة الرئيسية لتلك الأقمار في نقل البيانات إلى مركز تحكم في معهد آشر لأبحاث الفضاء التابع للمعهد الإسرائيلي للتكنولوجيا، الذي سيستخدمها لتحديد الموقع الجغرافي للأشخاص والطائرات والسفن. وتنتمي الأقمار الصناعية النانوية الإسرائيلية إلى فئة تُسمى CubeSat، وتزن كل منها نحو ثمانية كيلوجرامات، كما يحتوي كل منها على أربعة ألواح شمسية، وأجهزة استشعار، وهوائيات، وأنظمة كمبيوتر، وأنظمة تحكم، وأجهزة ملاحة، ونظام دفع مبتكر. 



وتم تطوير مشروع الأقمار الصناعية النانوية كجزء من مشروع Adelis–Samson. وتتمثل أهم مزايا الأقمار النانونية في أن بمقدورها القيام بمهام الأقمار الكبيرة المكلفة. ويعتبر هذا الأمر قفزةً كبيرةً في قدرات إسرائيل في مجال الأقمار الصناعية المصغرة، وهي قفزة ستجعل المعهد الإسرائيلي للتكنولوجيا رائدًا على المستوى العالمي في مجالات تحديد الموقع الجغرافي والاتصال عبر الأقمار الصناعية.







تطور لافت



يمكن استعراض القيمة الاستراتيجية التي تحملها الأقمار الصناعية النانونية التي نجحت إسرائيل في إطلاقها مؤخرًا؛ وذلك من خلال ما يلي:







1– إطلاق أقمار صناعية نانونية: أطلقت تل أبيب ثلاثةً من الأقمار الصناعية النانوية يوم 22 مارس 2021 من قاعدة بايكونور كوزمودروم في كازاخستان، بواسطة صاروخ Glavkosmos Soyuz. وقد تم بناء وتطوير تلك الأقمار من قِبَل المعهد الإسرائيلي للتكنولوجيا في حيفا والصناعات الجوية الإسرائيلية.



ومن المقرر أن تدور الأقمار الصناعية النانوية الإسرائيلية على ارتفاع 550 كيلومترًا (340 ميلًا)؛ من أجل نقل البيانات إلى مركز تحكم في معهد آشر لأبحاث الفضاء التابع للمعهد الإسرائيلي للتكنولوجيا، الذي سيستخدمها لتحديد الموقع الجغرافي للأشخاص والطائرات والسفن.







2– مهمة فضاء مستقلة: تنتمي الأقمار الصناعية النانوية الإسرائيلية إلى فئة تُسمى CubeSat، وتزن كل منها نحو ثمانية كيلوجرامات. كما يحتوي كل منها على أربعة ألواح شمسية، وأجهزة استشعار، وهوائيات، وأنظمة كمبيوتر، وأنظمة تحكم، وأجهزة ملاحة، ونظام دفع مبتكر. وقد تم تصميم هذه الأقمار الصناعية لتتحرَّك في مدارها بشكل مستقل، دون تدخُّل بشري. كذلك لا تقوم الألواح الشمسية بتجميع الطاقة لتشغيلها فحسب، بل تعمل أيضًا كأجنحة للتحكم في حركتها.



 تم تطوير مشروع الأقمار الصناعية النانوية كجزء من مشروع Adelis–Samson (مهمة الفضاء المستقلة لتجميع وتحديد المواقع الجغرافية للأقمار الصناعية النانوية) بقيادة "بيني جورفيل" الذي أوضح أن البحث الأساسي على مدار سنوات عديدة، جنبًا إلى جنب مع التكنولوجيا الإسرائيلية المتقدمة؛ يسمح لإسرائيل باتخاذ خطوة مهمة إلى الأمام في مجال الأقمار الصناعية النانوية.







3– تنفيذ عمليات أقمار أكبر وأكثر تكلفة: يمكن مقارنة ابتكار الأقمار الصناعية النانوية بالتحول من الكمبيوتر الشخصي إلى الهاتف المحمول؛ حيث يوضح مشروع Adelis–Samson مفهومًا جديدًا في تصميم الأقمار الصناعية النانوية، وسيُمكِّن من تنفيذ العديد من العمليات التي تقوم بها حتى الآن الأقمار الصناعية الكبيرة والمكلفة.







4– قفزة إسرائيلية عالمية: يعتبر إطلاق الأقمار الصناعية النانوية قفزة كبيرة في قدرات إسرائيل في مجال الأقمار الصناعية المصغرة، وهي قفزة ستجعل المعهد الإسرائيلي للتكنولوجيا "التخنيون" رائدًا على المستوى العالمي في مجالات تحديد الموقع الجغرافي والاتصال عبر الأقمار الصناعية، مع تطبيقات متنوعة، بما في ذلك البحث والإنقاذ والاستشعار عن بعد والمراقبة البيئية.



ويُشار في هذا الصدد إلى أن المعهد الإسرائيلي للتكنولوجيا شارك منذ عدة سنوات في تطوير الأقمار الصناعية والأقمار الصناعية النانوية. وقد نما اهتمام الجمهور الإسرائيلي وحماسته للفضاء بقدر كبير منذ قبول أول رائد فضاء إسرائيلي – وهو "إيلان رامون" – في مهمة مركبة الفضاء كولومبيا التابعة لناسا. وبعد انفجار كولومبيا في عام 2003، أسست "رونا" زوجة "رامون" وإسرائيليون آخرون مؤسسة "رامون" التي تدعم البحث العلمي والبرامج التعليمية.







وفي المجمل، فمن المتوقع أن يدفع إطلاق إسرائيل الأقمارَ الصناعية النانوية، العديد من الدول إلى أن تحذوَ حذو تل أبيب، وسيدفع الكثير منها إلى محاولة التقارب من الجانب الإسرائيلي، على أمل أن تستفيد من تلك الإمكانات الكبيرة التي ستوفر الكثير من الأموال التي يتم إنفاقها على الأقمار الصناعية الكبيرة الحجم.



<hr class="wp-block-separator">

ما الذي تجنيه إسرائيل من تطوير الأقمار الصناعية متناهية الصغر؟