نريمان عبد الفضيل

أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن اختياره المحامية إلينا حبة لشغل منصب المستشارة الجديدة له في إدارته القادمة. وقد أثار تعيين إلينا اهتماماً كبيراً؛ وذلك لأنها من أصل عراقي. وقد أشاد الرئيس المنتخب بها وبمجهودها وإنجازاتها في مجالها، ووصفها بأنها "مدافعة شرسة عن العدالة، ومناصِرة قوية لسيادة القانون"، بجانب ولائها له ووقوفها بجواره في كثير من المحاكمات والدعاوى التي وُجِّهت ضده، خاصةً بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية لعام 2020.عوامل محفزةثمة العديد من العوامل التي حفزت الرئيس الأمريكي المنتخب على تعيين المحامية إلينا حبة لشغل منصب المستشارة الجديدة له؛ وذلك لأنها أثبتت ولاءها له في العديد من المحاكمات، ولأنها كانت من الأسباب الرئيسية التي ساعدته في العودة إلى البيت الأبيض مرة أخرى، ولكن هذا ليس السبب الوحيد لاختياره لها، بل هناك العديد من العوامل والأسباب التي يمكن توضيحها فيما يلي:1– المعرفة الجيدة بالعراق وشؤونه: يكشف اختيار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب المحامية إلينا حبة البالغة من العمر 40 عاماً ومن أصل عراقي كلداني، عن توجه محتمل نحو تبني سياسات تركز على منطقة الشرق الأوسط، وخاصةً العراق، بعد توليه المنصب في يناير المقبل. تنتمي حبة إلى الطائفة الكلدانية، وهي أكبر طائفة مسيحية في العراق، ومعترَف بها كطقس شرقي في الكنيسة الكاثوليكية. وقد يشير هذا الاختيار إلى نية ترامب فرض مزيد من الضغوط والعقوبات على إيران عبر النفوذ في العراق.2– امتلاك حبة نظرة إيجابية تجاه ترامب: كانت إلينا حبة من أبرز داعمي ترامب خلال حملته الانتخابية؛ حيث رافقته في العديد من المؤتمرات واللقاءات الانتخابية، كما قضت وقتاً طويلاً معه في نادي مارالاجو الخاص به منذ الانتخابات الرئاسية، وألقت كلمة في التجمع الانتخابي الذي عُقد في حديقة ماديسون سكوير بنيويورك في أواخر أكتوبر الماضي. بالإضافة إلى ذلك، كانت محاميته في قضية الانتخابات في نيويورك؛ ما يؤكد إيمانها الراسخ بترامب وقدرتها على دعمه.3– الجمع بين الخبرة السياسية والإدارية والقانونية: تجمع إلينا حبة بين خبرات متنوعة، تشمل العمل السياسي والقانوني والإداري؛ فقد شغلت منصب المتحدثة القانونية الرسمية لترامب، وعملت مستشارةً كبيرةً للجنة العمل السياسي "ماجا" منذ عام 2021، وحصلت مؤخراً على لقب "امرأة العام الكلدانية" تكريماً لإنجازاتها وتأثيرها في مجالها، وتشغل حالياً منصب الشريك الإداري لشركة "حابا مادايو آند أسوشيتس إل إل بي". قبل تأسيس هذه الشركة، عملت إداريةً في شركة متوسطة الحجم تُقدِّم خدمات لشركة "فورتريس"، وساهمت في توسيع أعمالها في أوروبا. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع بخبرة واسعة في المحاماة، خاصةً في قضايا العقارات التجارية وقانون الأسرة وصناعة الخدمات المالية، كما عملت كاتبة قانونية للقاضي يو جين كودي، الذي كان يشغل منصب رئيس المحكمة في ولاية نيوجيرسي.4– وصف ترامب لها بأنها مدافعة عن العدالة: أشاد الرئيس المنتخب بإلينا حبة عبر منصته الاجتماعية "تروث سوشيال"، واصفاً إياها بأنها "مدافعة عن العدالة، لا تعرف الكلل، ومدافعة شرسة عن سيادة القانون"، وأكد أنها وقفت بجانبه خلال العديد من المحاكمات والمعارك، وكانت نموذجاً للإخلاص والثبات، كما أشار إلى شجاعتها وتفانيها في مواجهة التحديات القانونية الكبيرة، واعتبرها مثالاً يحتذى به للنساء من الجيل الأول في مجالَي القانون والسياسة، خاصةً أصولها الشرق أوسطية.5– محامية ترامب في قضية أموال الصمت: كانت إلينا حبة واحدة من فريق المحامين الذين دافعوا عن الرئيس الأمريكي المنتخب في قضية أموال الصمت للممثلة الإباحية في نيويورك، ولعبت دوراً بارزاً في إسقاط هذه التهمة عنه؛ ما ساهم في تعزيز فرص عودته إلى البيت الأبيض. بجانب ذلك، كانت الذراع اليمنى لترامب في العديد من القضايا الأخرى، ومنها تلك التي واجهها مع هيلاري كلينتون. ويُعتقد أن تعيين ترامب لحبة في هذا المنصب يمثل نوعاً من رد الجميل لدعمها المستمر له. ورغم ذلك، لا يمكن إنكار خبرتها السياسية والقانونية التي ستساعده في تحقيق خططه للشرق الأوسط.6– قيامها بدور بارز في فريق الدفاع عن ترامب: بدأت إلينا حبة مسيرتها محاميةً قبل انضمامها إلى فريق الدفاع القانوني لترامب. اختارها الرئيس الأمريكي السابق في عام 2021 بعد لقائهما في ناديه الريفي في بيدمينستر بولاية نيوجيرسي؛ وذلك عقب هزيمته في انتخابات 2020. تزامن ذلك مع ارتفاع عدد الدعاوى القضائية الموجهة ضد ترامب، فكانت حبة من أبرز الشخصيات المدافعة عنه منذ انضمامها إلى الفريق. من بين القضايا التي تولتها، تمثيله في دعوى قضائية رفعها ضد صحيفة "نيويورك تايمز" وابنة أخته ماري ترامب بقيمة 100 مليون دولار. حالياً، تمثل حبة ترامب في قضية الاحتيال المدني في نيويورك.7– دعم إعادة انتخاب ترامب لفترة رئاسية ثانية: شغلت إلينا حبة منصب المستشارة الأولى للجنة "ماجا آي إن سي"، وهي لجنة العمل السياسي الداعمة لإعادة انتخاب ترامب، حظيت بإشادة وطنية لدورها القانوني البارز في فريقه، وكانت تُعد من أكثر الشخصيات المؤمنة بعودة ترامب إلى الرئاسة، وقد أظهرت ذلك علناً عبر منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي. في عيد ميلادها الأخير، نشرت صورة لها مع ترامب وكتبت: "بدأت هذا العام مع وطنيين رائعين وأعظم رئيس على الإطلاق رقم 45 الذي سيصبح قريباً الرئيس رقم 47". لُقِّبت بـ"عرَّابة عودة الرئيس إلى البيت الأبيض" بسبب إيمانها الراسخ بترامب ودعمها المستمر له.8– علاقة الصداقة التي تربطها بترامب: تربط إلينا حبة بترامب علاقة صداقة قوية ومميزة. يظهر ذلك من مواقفها العاطفية تجاهه، مثل رد فعلها عندما تعرض لمحاولة اغتيال في تجمع انتخابي في بنسلفانيا؛ حيث قالت: "تأثرت بشدة من ذلك، وأعتقد أن أمريكا ترى ترامب مختلفاً اليوم. لم أتخيل يوماً أنني سأعيش هذه اللحظة وأقول: هذا صديقي". عبَّرت عن فخرها بترامب وثباته في مواجهة التحديات، كما أعربت عن سعادتها بتعيينه لها في منصبها الجديد، مشيرةً إلى أنها ستستغل الفرصة لمناقشة قضايا مهمة تخص النساء في جميع أنحاء البلاد.رد الجميلختاماً، يبدو أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ما زال يعتمد في تعييناته على من تجمعه بهم علاقات شخصية قوية. تعيينه المحامية العراقية إلينا حبة يعكس نوعاً من رد الجميل لمواقفها الداعمة له. كانت حبة من أهم الشخصيات التي ساعدته على العودة إلى البيت الأبيض، سواء من خلال دفاعها عنه في قضية أموال الصمت، أو دعمها المستمر له في القضايا القانونية الأخرى، كما قد يشير هذا التعيين إلى نية ترامب تبني سياسات معينة تجاه الشرق الأوسط، وخاصةً العراق، خلال فترة ولايته المقبلة.

ما دلالات اختيار الرئيس المنتخب ترامب لـ "إلينا حبة" مستشارةً له؟