روبي جرامر


        
<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">عرض: د. إيمان عبدالحليم</span></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><a><strong>شهدت بعض مناطق العالم تأجيجاً للأوضاع السياسية القائمة، وهي أزمات لم تقتصر على ما بين الخصوم فقط، بل امتدت بشكل كبير إلى ما بين الحلفاء بعضهم وبعض، وبما أثر على إعادة صياغة السياسات الخارجية لبعض الدول على مدار عام 2021، وهي ملفات من المرجح أن تظل متفاقمة خلال عام 2022. وفي ضوء هذا، نشر موقع "فورين بوليسي"، تقريراً بعنوان "خمسة نزاعات دبلوماسية رئيسية يمكن أن تسبب المزيد من المشاكل في عام 2022″؛ حيث استعرض التقرير خمسة نزاعات دبلوماسية رئيسية، ورأى أنها من الممكن أن تتفاقم في عام 2022، ويأتي على رأس تلك النزاعات، الشقاق بين الحلفاء الغربيين نتيجة اتفاق "أوكوس" الذي عُقِد بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا.</strong></a></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>ويُضاف إلى ذلك، حسب التقرير، الخلاف الدبلوماسي بين الصين وليتوانيا بسبب الموقف من تايوان. وتطرق التقرير كذلك إلى النزاع بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة؛ حيث أكد أن هذا النزاع أدَّى إلى تأجيج التوترات الإقليمية، وخصوصاً مع تعثر جهود الولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي للتوسط في اتفاق بشأن تلك المعضلة. وشدد التقرير على أن الأزمة اللبنانية تلقي بظلالها السلبية على دول أوروبا، وتحديداً من ناحية احتمالية تعرض تلك الدول لأزمة لاجئين جديدة. ونوه التقرير بأن تداعيات الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي ستكون إحدى سمات العام الجديد. ويمكن تناول أبرز ما جاء في التقرير على النحو التالي:</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1–<a> تداعيات "أوكوس" السلبية على علاقات الحلفاء:</a> </strong>أوضح التقرير أن من أهم الأحداث التي شهدها عام 2021، والتي من المتوقع أن تمتد تأثيراتها إلى عام 2022، هو الإعلان عن اتفاقية "أوكوس" بين كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا. وأشار التقرير إلى أن هذه الاتفاقية تؤثر على توازنات القوى مع الصين بسبب حصول أستراليا على غواصات نووية للمرة الأولى. ونوه التقرير بأن هذا الأمر سيؤثر على توازنات القوى في المحيط الهادئ. ووفقاً للتقرير، لا تقتصر تداعيات هذه الاتفاقية على هذا الحد، بل تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، بتأثيرها سلباً على العلاقات مع فرنسا؛ حيث كان الإعلان عن اتفاقية "أوكوس"، يعني في طياته إلغاء عقد قيمته مليارات الدولارات بين فرنسا وأستراليا لمد الأخيرة بغواصات غير نووية، ولتؤدي "أوكوس" إلى شقاق كبير بين الحلفاء الغربيين.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2– تصاعد الخلاف الصيني مع ليتوانيا بسبب "تايوان":</strong><strong> </strong>حسب التقرير، أثارت ليتوانيا خلافاً دبلوماسياً جديداً هذا العام مع الصين بسبب موقفها من تايوان (الجزيرة المستقلة والمحكومة ديمقراطياً التي تعتبرها بكين جزءًا من أراضيها). وطبقاً للتقرير، وافقت ليتوانيا في وقت سابق من عام 2021، على تبادل المكاتب الدبلوماسية مع تايوان، وسمحت لها باستخدام اسمها في مكتبها في ليتوانيا، وهو ما يعتبر خطاً أحمر بالنسبة إلى بكين.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>ونوه التقرير بأن العديد من الدول الأخرى التي تبادلت مكاتب دبلوماسية مع تايوان تستخدم اسم العاصمة "تايبيه" لاسم المكتب بدلاً من "تايوان"؛ وذلك لتجنب غضب الصين. ولفت التقرير إلى أن بكين ردت على موقف ليتوانيا باستدعاء سفيرها من فيلنيوس، وإيقاف الشحن بالسكك الحديدية إلى ليتوانيا، وتقييد تصاريح للصادرات الليتوانية إلى الصين. وأكد التقرير أن فيلنيوس ردت على هذه الخطوات بتأكيدها عدم التراجع عن القرارات التي اتخذتها.<strong></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3– استمرار الخلاف القائم حول سد النهضة الإثيوبي: </strong>شدد التقرير على أنه في خضم الصراعات المتعددة التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي؛ فإن النزاع الطويل الأمد بين إثيوبيا والسودان ومصر حول مشروع "سد النهضة" الضخم على نهر النيل؛ لا يزال قائماً. وأوضح التقرير أن هذا النزاع أدى إلى تأجيج التوترات الإقليمية، وخصوصاً مع تعثر جهود الولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي للتوسط في اتفاق بشأن تلك المعضلة. ووفقاً للتقرير، فإنه رغم ذلك، لا تزال القاهرة تراهن على دور ممكن للولايات المتحدة في حل الخلاف. ويدلل على ذلك تصريحات سفير مصر في واشنطن "معتز زهران" مؤخراً، التي أكد خلالها أن القاهرة بحاجة إلى وساطة في النزاع وتأمين حقوق مصر من المياه، لا سيما أن النيل يمثل شريان حياة لملايين المصريين والسودانيين على السواء.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>4– معاناة أوروبية من موجة جديدة من اللاجئين:</strong><strong> </strong>أشار التقرير إلى أن لبنان يعاني مشكلة كبيرة مع تفاقم الخلاف الدبلوماسي مع المملكة العربية السعودية، بعد تصريحات وزير في الحكومة عن دور الرياض في الحرب باليمن. وحسب التقرير، جاءت هذه الأزمة الدبلوماسية بالتزامن مع معاناة لبنان من أوضاع اقتصادية صعبة، وفاقم من تلك الأوضاع وقفُ الرياض مساعدتها المالية لبيروت ووقف التجارة معها.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وطبقاً للتقرير، أدَّى هذا الأمر بالتبعية إلى تزايد المخاوف بشأن معاناة أوروبا من أزمة لاجئين جديدة. ونوه التقرير بأن هناك بالفعل ملايين اللاجئين من سوريا ودول الشرق الأوسط الأخرى الذين فروا من الحروب والصراعات إلى لبنان. وأكد التقرير أن الكثير من هؤلاء اللاجئين يعيشون بالفعل في فقر مدقع، مشيراً إلى أنه في ضوء معاناتهم في لبنان، فقد لا يكون لهم مفر سوى الهروب إلى أوروبا.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>5– تبعات مستمرة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي:</strong><strong> </strong>شدد التقرير على أن أحد الأحداث الكبرى التي تستمر تداعياتها إلى العام الجديد، هو ما يرتبط بالتبعات القانونية والسياسية المحيطة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأشار التقرير إلى أن حرب الاستنزاف الدبلوماسية الأخيرة بين الجانبين تركز على ترتيبات الحدود بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع أيرلندا الشمالية.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>وختاماً، أوضح التقرير أنه إذا لم تتمكن لندن وبروكسل من تسوية خلافاتهما حول هذه القضية، فإن هناك تخوفات أمريكية وأوروبية من أن يؤثر ذلك سلباً على اتفاق السلام لعام 1998 الذي أنهى عقوداً من الصراع الطائفي في أيرلندا الشمالية. ولفت التقرير إلى أن التهديد الحقيقي هنا يرتبط باحتمال انهيار مؤسسات اتفاقية "الجمعة العظيمة".</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">المصدر:</span></strong></p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>Robbie Gramer, 5 Major Diplomatic Disputes That Could Spell More Trouble in 2022, <strong>Foreign Policy, </strong>December 28, 2021.</p>

      

ما الملفات السياسية المحتمل تفاقمها خلال عام 2022؟