روشير شارما


        
<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">عرض: صباح عبد الصبور</span></strong></p>



<p><strong>ارتفعت قيمة الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياتها منذ 20 عاماً مقابل العملات الرئيسية الأخرى يوم 29 أغسطس 2022. وصعد مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الأخرى، إلى قيمة جديدة لم يكن قد بلغها منذ عقدين من الزمن عند 109.48. وفي مقابل ذلك، هبطت قيمة العديد من العملات الرئيسة الأخرى </strong><strong>إلى مستويات تاريخية؛ حيث هبط سعر صرف اليورو، على سبيل المثال، إلى أدنى مستوياته خلال عقدين في مواجهة الدولار الأمريكي. وعلى الرغم من ذلك، فإن ثمة اتجاهاً يرى أن تراجع الدولار مستقبلاً حتمي، وأن الواقع الحالي للعملات ما هو إلا وضع مؤقت. وفي هذا الإطار، نشر موقع صحيفة "فايننشال تايمز"، مقالاً بعنوان "عالم ما بعد الدولار قادم"، في 28 أغسطس 2022. وتوقع المقال حدوث اتجاه هبوطي قوي للدولار في الفترة المقبلة.</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">حتمية الهبوط</span></strong></p>



<p><strong>استعرض المقال جملة من العوامل رأى أنها تدعم توقعاته </strong><strong>بشأن تراجع الدولار الأمريكي في المستقبل، وهي:</strong></p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1- وجود سوابق تاريخية من التراجع بعد الارتفاع:</strong><strong> </strong>أوضح المقال أنه مع ارتفاع أسعار الدولار في شهر أغسطس الجاري إلى مستويات هي الأكبر منذ ما يقرب من 20 عاماً، أكد المحللون أنه لا بديل عن التنبؤ بمزيد من المكاسب المقبلة للدولار القوي. وعلى الرغم من ذلك، فإن ما حدث قبل عقدين من الزمن يشير، وفقاً للمقال، إلى أن الدولار أقرب إلى الذروة قبل مرحلة الهبوط؛ حيث هبط الدولار في عام 2002 مع انخفاض الأسهم الأمريكية، وظل على هذه الحال لستة سنوات، في ظروف مماثلة لما يجري الآن، لكن هذه المرة قد يستمر انخفاض العملة الأمريكية لفترة أطول.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2- اقتراب عجز الحساب الجاري الأمريكي من 5%:</strong> أشار المقال إلى أنه عندما يتجاوز عجز الحساب الجاري 5% من الناتج المحلي الإجمالي، فإن ذلك يعد إشارة مؤكدة إلى حدوث مشكلة مالية، لافتاً إلى أن هذا الأمر ينطبق بدرجة أكبر على البلدان المتقدمة؛ حيث تكون هذه الحوادث نادرة، وتتركز في الدول المعرضة للأزمات مثل إسبانيا والبرتغال وأيرلندا. وبحسب المقال، يقترب عجز الحساب الجاري للولايات المتحدة الآن من عتبة الـ 5%، التي تم اختراقها مرة واحدة فقط منذ عام 1960، وكان ذلك أثناء تراجع الدولار بعد عام 2001.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3- تجاوز الديون الأمريكية عتبة 50% من الناتج:</strong> طبقاً للمقال، ترى الدول أن عملاتها تضعف عندما لا يثق بقية العالم بقدرتها على دفع ديونها، مضيفاً أن الولايات المتحدة تدين للعالم في الوقت الحالي بمبلغ صافٍ قدره 18 تريليون دولار، أو 73% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، وهو ما يتجاوز بكثير عتبة 50% التي تنبأت غالباً بأزمات العملة السابقة.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>4- وجود توقعات بتباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي:</strong> نوه المقال إلى أن المستثمرين يميلون إلى الابتعاد عن الدولار عندما يتباطأ الاقتصاد الأمريكي مقارنةً ببقية العالم. وأكد المقال أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة كانت تنمو في السنوات الأخيرة أسرع من المعدل المتوسط ​​للاقتصادات المتقدمة الأخرى، فإنها تستعد للنمو بوتيرة أبطأ من نظيراتها في السنوات القادمة.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>5- ارتفاع الاحتياطي العالمي من العملات الأخرى:</strong> شدد المقال على أنه بجانب العملات الأربع الكبرى للولايات المتحدة وأوروبا واليابان والمملكة المتحدة، هناك فئة "العملات الأخرى" التي تشمل الدولار الكندي والدولار الأسترالي والفرنك السويسري والرنمينبي "رمز العملة الصينية"، وهي تمثل الآن 10% من الاحتياطيات العالمية، بعد أن كانت 2% في عام 2001. وأوضح المقال أن مكاسب هذه العملات – التي تسارعت خلال الوباء – أتت بشكل رئيسي على حساب الدولار الأمريكي؛ إذ تبلغ حصة الدولار من احتياطيات النقد الأجنبي حالياً 59%، وهو أدنى مستوى له منذ عام 1995. وقد تبدو العملات الرقمية متضررة الآن، لكنها تظل أيضاً بديلاً طويل المدى، بحسب المقال.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>6- بحث بعض الدول عن خيارات بديلة للدولار:</strong><strong> </strong>وفقاً للمقال، يُظهر تأثير العقوبات الأمريكية على روسيا مدى تأثير الولايات المتحدة على عالم يحركه الدولار؛ ما يلهم العديد من البلدان للإسراع في البحث عن خيارات جديدة. وأشار المقال إلى أن من الممكن ألا تكون الخطوة التالية نحو عملة احتياطي واحدة، بل لتكتلات العملات.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>7- التوجه لتسوية المدفوعات بعيداً عن الدولار:</strong> طبقاً للمقال، تعمل أكبر اقتصادات جنوب شرق آسيا على تسوية المدفوعات بعضها لبعض بشكل مباشر، متجنبةً الدولار. وتعد ماليزيا وسنغافورا من الدول التي تقوم بترتيبات مماثلة مع الصين، التي تقدم أيضاً عروض دعم الرنمينبي للدول التي تعاني من ضائقة مالية. ونوه المقال كذلك إلى أن البنوك المركزية من آسيا إلى الشرق الأوسط تقوم بإنشاء خطوط ثنائية لمبادلة العملات، بهدف تقليل الاعتماد على الدولار.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">بريق مؤقت</span></strong></p>



<p><strong>وختاماً، أكد المقال أن الدولار لا زال يستفيد من وضعه بوصفه ملاذاً آمناً؛ وذلك مع نفاد وتصفية معظم أسواق العالم. ومع ذلك لا يسارع المستثمرون، بحسب المقال، إلى شراء الأصول الأمريكية، فهم يقللون من مخاطرهم في كل مكان ويحتفظون بالنقد الناتج بالدولار، مضيفاً أن هذا الأمر لا يعد مؤشراً على الثقة بالاقتصاد الأمريكي. وشدد المقال على أن استراتيجية "لا يوجد بديل" ليست قابلة للتطبيق دائماً، داعياً إلى عدم الانخداع بالدولار القوي، خاصةً أن "عالم ما بعد الدولار قادم لا محالة"، على حد قوله.</strong></p>



<p></p>



<p></p>

      

ما العوامل الداعمة لتوقعات تراجع الدولار الأمريكي بقوة مستقبلاً؟