إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية

تسعى الإمارات، بحسب تقارير اقتصادية، إلى إحداث تحول كبير في كيفية بيع الشرق الأوسط للنفط، وأن ذلك يتجلى من خلال قيامها بتدشين بورصة جديدة لنفطها تحت اسم "موربان". إذ أن تبني شركة بترول أبو ظبي الوطنية "أدنوك" هذه الخطة تؤكد الطموح الأوسع نطاقًا الذي تسعى إليه الإمارات، لتحويل مواردها الهيدروكربونية إلى نقد سريع؛ للتأهب لأي انكماش جديد في الطلب على النفط، مع التحول العالمي إلى الطاقة المتجددة.&nbsp;وهو ما سوف يعزز من إتاحة النفط الإماراتي أمام التبادل التجاري بواسطة التجار والوسطاء، إذ أنه بمجرد بيع النفط في البورصة، سيتم إرساله عن طريق خط الأنابيب إلى الفجيرة؛ حيث ترتبط الحقول الصحراوية في أبو ظبي ماديًّا بالأسواق العالمية، وفي حالة نجاح هذه التجربة، وبيع جزء من نفط الشرق الأوسط في أسواق البورصة، فإن هذا سيدفع دولًا أخرى إلى تبنيها.توجُّه جديد1– تجاوز تسعير النفط بأسلوب تقليدي: اعتادت الدول المُطلة على الخليج والمُنتِجة للنفط –بما في ذلك السعودية والعراق والإمارات– على تسعير براميلها النفطية بأسلوب تقليدي بناءً على الأسعار القائمة في المناطق الأخرى؛ حيث يقومون – في الغالب – ببيع النفط الخام مباشرةً إلى شركات التكرير أو الشركات الدولية.ولذا فإنه عندما تبدأ أبو ظبي في بيع العقود الآجلة، وشحن براميل النفط الخاصة بها من ميناء الفجيرة، فإن ذلك سوف يُشكل تحولًا كبيرًا تنتهجه الإمارة لأول مرة. وتأمل أبو ظبي تغييرَ الطريقة التي يتم بها تسعير ما يقرب من خُمس النفط الخام العالمي حيث أن الإمارات تضخ ما يقرب من 20 مليون برميل من النفط في اليوم، وتريد أبو ظبي أن تصبح العقود المستقبلية للنفط الإماراتي هي المعيار الرئيسي للمنطقة.2– إتاحة أبو ظبي النفطَ للتبادل التجاري: تقوم أبو ظبي الآن بإزالة أيّة قيود؛ بهدف إتاحة نفطها أمام التبادل التجاري بواسطة التجار والوسطاء. ويتمسك المستثمرون، على الصعيد العالمي، بالسلع الأساسية؛ بسبب ارتفاع عائداتها مقارنةً بالأصول الأخرى، ولحماية أنفسهم من أي ارتفاع في التضخم.لذا وبمجرد بيع النفط في البورصة، فسوف يتم إرساله عن طريق خط الأنابيب إلى الفجيرة؛ حيث ترتبط الحقول الصحراوية في أبو ظبي ماديًّا بالأسواق العالمية، وفي حالة نجاح هذه التجربة، وبيع جزء من نفط الشرق الأوسط في أسواق البورصة، فإن هذا سيدفع دولًا أخرى إلى تبنيها.3– بناء مخازن جديدة لنفط "موربان": من أجل المساعدة في تحقيق التحول الذي تسعى إليه الإمارات في سوق النفط، تُنفق شركة أبو ظبي الوطنية للنفط التابعة للدولة، نحو 900 مليون دولار أمريكي لبناء 40 مليون برميل كمساحة للتخزين في الكهوف تحت جبال الفجيرة. وهو ما يأتي بجانب الخزانات التي تمتلكها بالفعل شركة "أدنوك" في الميناء، والتي ستضمن وجود الكثير من النفط الإماراتي "موربان" في متناول اليد؛ لإدارة أي اضطرابات في الإمدادات بالمستقبل.إذ تستطيع شركة "أدنوك" ضخ نحو مليونَيْ برميل يوميًّا من نفط "موربان". وتتعهد الشركة بتزويد البورصة بنصف هذه الكمية خلال العام القادم، بما يساوي أو يتجاوز المعروض من خامات النفط العالمي اليوم، مثل "برنت" و"غرب تكساس الوسيطة".&nbsp;4– خطة إماراتية طموحة: تؤكد خطة "أدنوك" الطموح الأوسع نطاقًا الذي تسعى إليه الإمارات، لتحويل مواردها الهيدروكربونية إلى نقد سريع؛ للتأهب لأي انكماش جديد في الطلب على النفط، مع التحول العالمي إلى الطاقة المتجددة. وتهدف الإمارات إلى زيادة طاقة الإنتاج من نحو 4 ملايين برميل يوميًّا الآن، إلى 5 ملايين بحلول عام 2030، وهو ما من شأنه أن يجعلها أكبر مُنتِجٍ للنفط في منظمة "أوبك" بعد السعودية.وختامًا قامت دول الخليج بتبني استراتيجية موسَّعة لتخفيض الإنتاج بقدرٍ كبيرٍ العام الماضي مع انتشار فيروس كورونا، ومع ذلك فإن العقود الآجلة في "موربان" لن تؤثر على "أوبك" أو قدرتها على تثبيت أسعار النفط.

هل تُحدث الإمارات ثورة في بيع النفط بالشرق الأوسط؟