بول سالم

ستيفن كيني


        
<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">عرض: حنان نبيل – باحثة غير مقيمة بإنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية</span></strong></p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>يتصاعد الاهتمام الأمريكي، بقيادة الرئيس جو بايدن، بمواجهة الخصوم في مناطق باتت بعيدة نسبياً عن منطقة الشرق الأوسط التي ظلت أولوية مُلحَّة في السياسة الخارجية الأمريكية لعقود مضت؛ إذ تواجه واشنطن تحديات متزايدة، سواء من جانب الصين في القارة الآسيوية، أو من جانب روسيا في منطقة شرق أوروبا.</strong> <strong>وفي ضوء هذا نشر موقع "معهد الشرق الأوسط"، تقريراً بعنوان "ضرورات التطلع الأمريكي الطويل المدى في الشرق الأوسط" في فبراير 2022. والتقرير لكاتبين تخصصا بدراسات العلاقات الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط وبتقديم الاستشارات الاستراتيجية لصناع القرار والتنفيذيين حول العالم.</strong></p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>إذ كتب التقرير كل من "بول سالم"؛ وهو باحث متخصص بقضايا التنمية السياسية والديمقراطية في العالم العربي، وكان "سالم" المدير المؤسس لمركز كارنيجي للشرق الأوسط، وهو الآن يشغل منصب مدير معهد الشرق الأوسط. والكاتب الثاني هو "ستيفن كيني"، وهو مؤسس ومدير شركة Foresight LLC، وهي شركة استشارات استراتيجية تقدم المشورة للمديرين التنفيذيين في القطاعين العام والخاص حول كيفية تطوير استراتيجيات مؤسساتهم المستقبلية، وهو زميل غير مقيم في معهد الشرق الأوسط. ويمكن تناول أبرز ما جاء في التقرير على النحو التالي:</strong></p>



<p><strong> </strong></p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1– </strong><strong>تحديات داخلية وخارجية أمام الإدارة الأمريكية:</strong> حسب التقرير، تواجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد مرور عامها الأول، عدداً من التحديات الداخلية والخارجية؛ فعلى الصعيد الداخلي تتعامل مع الآثار المستمرة للوباء على الاقتصاد الأمريكي، بالإضافة إلى ملف الانقسام السياسي. أما على الصعيد الخارجي فتتصدر دائرة الضوء التهديدات الروسية لأوكرانيا، وتحركات الصين المخيفة في تايوان في الوقت الذي تستضيف فيه بكين دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، كما أن التحديات العالمية الطويلة الأمد، مثل تغير المناخ والهجرة والأمن السيبراني، هي الأخرى تتطلب اهتماماً كبيراً.</p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2– الحاجة الأمريكية لإعادة الاهتمام بالشرق الأوسط</strong><strong>:</strong> بالنسبة إلى الشرق الأوسط على وجه الخصوص، فإن الإدارة الأمريكية تُعاني من آثار الانسحاب الكارثي من أفغانستان، وتكافح من أجل استعادة اتفاق للسيطرة على البرنامج النووي الإيراني، كما أنها تواجه خطر إحياء تنظيم داعش، وكل ذلك على سبيل المثال لا الحصر. وبينما تتطلب هذه التحديات اهتماماً فورياً فإن الولايات المتحدة تحتاج أيضاً إلى تبني رؤية طويلة المدى لسياستها في الشرق الأوسط؛ إذ تلعب المنطقة دوراً محورياً في معالجة اثنين من التحديات النظامية الطويلة المدى في الولايات المتحدة والعالم، وهما: تحول الطاقة ومكافحة تغير المناخ.</p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3– لعب المنطقة دور بارز في الطاقة المتجددة:</strong> وفقاً للتقرير، فقد كان الشرق الأوسط والخليج العربي على وجه الخصوص، اللاعب العالمي المركزي في الاقتصاد الهيدروكربوني في القرن الماضي. وبينما ستبقى الهيدروكربونات جزءاً من مزيج الطاقة العالمي لبضعة عقود قادمة، فإن الحكومات والشركات في هذه المنطقة حريصة على أن تصبح جزءاً رئيسياً من انتقال الطاقة، ولاعباً رئيسياً في مستقبل ما بعد الكربون. ويشمل ذلك التحول نحو وقود أنظف مثل الغاز الطبيعي، والمضي قدماً في سياسات مختلفة لاحتجاز الكربون، وبناء القدرات لإنتاج الهيدروجين الأزرق والأخضر وكذلك استخدام الإيرادات للاستثمار في الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وهو الأمر الذي يزيد من احتمالية أن تصبح المنطقة لاعباً عالمياً في إنتاج وتوزيع الطاقة المتجددة والنظيفة كما كانت خلال عصر الهيدروكربونات؛ حيث يمتلك الشرق الأوسط الأرض والموارد الأخرى الفريدة في العالم لدعم أنواع متعددة من توليد الطاقة المتجددة على نطاق واسع.</p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>4– عدم إتاحة الفرصة للاختراق الصيني للمنطقة:</strong> يرى التقرير أنه في هذا الإطار، فإن لدى الولايات المتحدة اهتماماً كبيراً بمساعدة وتوسيع نطاق ذلك الهدف الطموح للمنطقة؛ حيث إنها ترغب في الاحتفاظ بدور الشريك الأساسي للمنطقة وشمال إفريقيا في انتقال الطاقة، وعدم التنازل عنه إلى منافستها العالمية الصين التي لها السبق على الولايات المتحدة في عدد من التكنولوجيات المتجددة الرئيسية<strong>.</strong></p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>5– ضرورة</strong><strong> إشراك المنطقة في السياسة العالمية للمناخ:</strong> وفقاً للتقرير، فقد أدرك قادة القطاعين العام والخاص في الولايات المتحدة جيداً أن الشرق الأوسط سيكون بالفعل المنطقة الأولى المتضررة والأكثر تضرراً من ويلات تغير المناخ؛ حيث تعتبر المنطقة أكثر مناطق العالم سخونة وجفافاً وأكثرها إجهاداً مائياً وغذائياً، ومن شأن تغير المناخ أن يجعل هذه التهديدات أسوأ بشكل خطير. وبعد خيبة الأمل النسبية من مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP26 في جلاسكو، هناك الكثير من الآمال المرجوة منCOP27 وCOP28، لا سيما أن الأول سيعقد في القاهرة في وقت لاحق من هذا العام، والأخير سيعقد في أبو ظبي في أواخر عام 2023.</p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وانطلاقاً من ذلك، يجب على إدارة بايدن التي تعتبر تغير المناخ من أولوياتها البارزة أن تعمل عن كثب مع الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني في المنطقة، بالإضافة إلى شركائها الدوليين الآخرين للاستعداد والمساعدة في التأكد من أن COP27 وCOP28 سيمثلان خطوة كبيرة إلى الأمام في استجابة عالمية فعالة لخطر تغير المناخ. ويتعين أن تشمل تلك الاستجابة العالمية أيضاً إجراءات لخلق فرص العمل والنمو الاقتصادي التي تستثمر في التكيف مع تغير المناخ وتستفيد منه. كما ينبغي أن تعمل إدارة بايدن مع قادة القطاعين العام والخاص في المنطقة، لتعزيز خططها وخططهم في هذا المجال.</p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>6–</strong><strong>بناء الجسور مع الأجيال الصاعدة في الشرق الأوسط:</strong> حسب التقرير، يعتمد جزء كبير من مستقبل الشرق الأوسط على كيفية قيام الأفراد العاديين وحكوماتهم بإعادة التفاوض بشأن عقد اجتماعي بالٍ ومُنهَك، وإذا ما كان يتم تلبية احتياجات الأمن البشري الأساسية وكيفية تلبيتها، وما دور الأجيال الصاعدة في تشكيل مستقبلهم؛ حيث يوجد في المنطقة عدد كبير من الشباب المطالبين بتغييرات عاجلة منذ عام 2011.</p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وفي حين أن هناك بعض الحكومات في المنطقة تمضي قدماً في الاستعداد لتحديات الغد، فإنه في العديد من البلدان تتحرك الحكومات ببطء في وقت يزدهر فيه الابتكار على المستوى الشعبي، ويخطو خطوات نحو معالجة تحديات العدالة الاجتماعية والاقتصادية والتنمية المستدامة. لذا يجب على الولايات المتحدة الاستمرار في التعامل مع الحكومات والقادة الموجودين في مواجهة التحديات العاجلة، ولكن على المدى الطويل؛ حيث يمكن للإدارة الأمريكية، وكذلك القطاع الخاص والفاعلين في المجتمع المدني، المساعدة في بناء الجسور مع الأجيال الصاعدة في المنطقة، والسعي إلى تمكينها من تشكيل مستقبلها.</p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>وفي الختام، لفت التقرير إلى أنه ينبغي الالتفات إلى أن تمكين الصوت الصاعد للشعب، لا يعني دعم الديمقراطيات الهشة أينما وجدت، مع الحث على حقوق الإنسان والاندماج العام في الساحة السياسية. ولا يعني بالتأكيد تغيير النظام من خلال القوة العسكرية، وإنما بدلاً من ذلك يعني البحث عن طرق جديدة يمكن للولايات المتحدة أن تتواصل بها مع الجيل الصاعد في المنطقة لتعزيز رؤية مشتركة للأمن البشري والتمكين والتقدم.</strong></p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">المصدر:</span></strong></p>



<p>Paul Salem and Steven Kenney، In the Middle East، the US Should Look to the Long Term, <strong>Middle East Institute</strong>, February 2021</p>

      

كيف تغير الولايات المتحدة سياستها تجاه مستقبل الشرق الأوسط؟