إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية


        
<p><strong>عقد "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" حلقة نقاشية بعنوان "الجغرافيا السياسية للطاقة: كيف يمكن فهم دور أوبك في استقرار أسواق الطاقة العالمية؟"، في نوفمبر 2022، واستضاف خلالها د. سيريل ويدرسهوفن مؤسس شركة "فيروسي" (Verocy) للاستشارات ومستشار المخاطر السياسية للطاقة في الشرق الأوسط، متحدثاً رئيسياً، ويمكن تناول أبرز ما جاء فيها على النحو التالي:</strong></p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">مركزية أوبك</span></strong></p>



<p><strong>ركَّز المتحدث الرئيسي على موقع أوبك وأوبك+ في سوق الطاقة العالمية؛ وذلك على النحو التالي</strong><strong>:</strong></p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1- امتداد دور أوبك في المستقبل إلى الطاقة المتجددة</strong><strong>:</strong><strong> </strong>لفت المتحدث الرئيسي إلى أن المناطق الرئيسية لإنتاج النفط والغاز مستقبلاً هي أوبك، وقال: "أتوقع أن تتجه المنظمة إلى الطاقة المتجددة أيضاً، ولن يقتصر دورها على إنتاج النفط والغاز.. سيكون هناك تغيير في القوة هناك أيضاً".</p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2-</strong><strong> </strong><strong>تصاعد سيطرة أوبك على الأسواق بحلول 2045</strong><strong>:</strong><strong> </strong>أوضح المتحدث الرئيسي أن أوبك تتحكم في سوق النفط، ومع ذلك فإنها تنتج أقل من 34% من إجمالي إنتاج النفط في العالم حالياً. ووفق التقديرات سيكون لديها في 2045 حصة بنسبة 40% من الأسواق، وما يشير إلى أنها لن تكون أقل تأثيراً، في الواقع، إذا كانت هذه التقديرات دقيقة، فإن سيطرة أوبك على السوق في 2045 ستكون أقوى من الآن.</p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3- شكوك حول قدرة أوبك على تعويض الطاقة الروسية</strong><strong>:</strong><strong> </strong>كشف المتحدث الرئيسي أن النفط والغاز الروسيين يمران عبر هولندا من ميناء روتردام أكبر ميناء نفط وغاز في العالم. كل النفط والغاز الروسيين يتدفقان إلى روتردام الميناء الرئيسي لبيع وشراء منتجات النفط والغاز، ولن تستطيع روسيا أوبك تعويض ما تم فقدانه من إنتاج في السوق.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">حالة الطاقة</span></strong></p>



<p><strong>استعرض المتحدث الرئيسي حالة الطاقة في ضوء المتغيرات الجيوسياسية العالمية؛ وذلك على النحو التالي</strong><strong>:</strong></p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1- &nbsp;مواجهة الولايات المتحدة وأوروبا أزمة ديزل كبيرة: </strong>بحسب المتحدث الرئيسي فإن "الـ4.4 مليون برميل التي تصدرها روسيا إلى أوروبا لن تكون موجودة فهذا، وعقب العقوبات الأوروبية فإن الأوروبيين لديهم من مليون إلى مليون ونصف برميل من النفط الخام الروسي، وهي كمية لا تبدو كبيرة، ومن ثم فإن لدينا أزمة ديزل كبيرة في الولايات المتحدة وأوروبا في الوقت الحالي، وسيكون للعقوبات تأثير سلبي ملموس على الدول الغربية". ومن جانب آخر، ذكر المتحدث الرئيسي أن "هناك مناطق كبرى مثل أوروبا لا تريد استخدام المزيد من النفط والغاز، وهو ما اتضح في إغلاق هولندا حقل غاز خرونينجن، ثم ألقت أوروبا اللوم على الآخرين لعدم إعطائها الغاز"، وأن "الولايات المتحدة تنتج 3 ملايين برميل يومياً من الديزل أقل من المستوى المطلوب".</p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2- ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة في المدى المنظور: </strong>أشار المتحدث الرئيسي إلى أن استهلاك الطاقة سيرتفع كذلك على مستوى العالم، بما فيه استهلاك أوروبا، حتى مع التحول في الطاقة واستخدام الطاقة النظيفة، خاصةً مع ربط المزيد من الأشياء بالكهرباء مثل الهواتف المحمولة والتطبيقات التي تعمل بها على مدار اليوم وإلا فلن نستطيع أن نعيش بدونها. وأضاف: "الطلب على الطاقة سيرتفع، خاصةً في آسيا؛ حيث ينظر العالم كله إلى الصين، لكني أقترح ألا ننظر إليها؛ لأنها لن تكون المحرك الرئيسي للأسواق على الأقل قبل 2045، على الرغم من أنها تحاول ترسيخ وجودها.. هناك دول أخرى مهمة مثل الهند التي تحتوي على عدد سكان ضخم، وكل منهم يريد أن يقود سيارة صغيرة".</p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3- تراجع الاستثمارات الحيوية في مجال الطاقة: </strong>كشف المتحدث الرئيسي أنه "في الوقت الذي يرتفع فيه الطلب، نجد أن الإمداد يتراجع، على مدار السنوات الثمانية الماضية، شهدنا نقصاً في الاستثمارات بنسبة 1.3 تريليون دولار وفقاً لأوبك. وإذا كنا وضعنا هذا المبلغ لكنا وصلنا لنسبة الإمداد المطلوبة في الوقت الحالي، فنحن متأخرون بمعدل 8 أعوام، ونرى استثمارات أقل في الأعوام المقبلة؛ لأن كل الناس يريدون التوجه إلى الطاقة النظيفة والمتجددة واستخدام السيارات الكهربائية، لكن ينسون أن النفط يشكل 90% من احتياجاتنا من الطاقة".</p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وأضاف أن "الطلب في عام 2021، وفقاً لأوبك، ارتفع من 96.9 إلى 109.8 مليون برميل يومياً، وكل حقل موجود في منطقة أوبك يواجه تراجعاً تلقائياً بنسبة 8 إلى 11% سنوياً إذا لم يتم الاستثمار فيه، بمعنى آخر فإن الـ1.3 تريليون التي لم نستثمرها تخفض الإنتاج في الحقول الموجودة.. لذا نحتاج للمزيد، وفقاً لأوبك ووكالة الطاقة الدولية، سنحتاج حتى عام 2045 من النفط والغاز 12.3 تريليون دولار كاستثمارات، وإذا لم يتحقق ذلك فستزداد الفجوة بين الطلب والإمداد". وأضاف: "كل ما تملكه وترتديه الآن النفط والغاز جزء منه؛ فهو ليس فقط جازولين، لكنه أيضاً منتجات وسماد. وإذا توقفنا عن إنتاج السماد فإن 40% من البشر حول العالم الآن لن يجدوا أي طعام خلال 3 أشهر".</p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>4- إمكانات هائلة لدول المنطقة في الهيدروجين الأخضر</strong><strong>:</strong> أشار المتحدث الرئيسي إلى أن أفضل المناطق لإنتاج الهيدروجين والهيدروجين الأخضر هي مناطق أوبك، مثل السعودية والإمارات ومصر (عضو أوبك سابقاً). هذه الدول الثلاثة لديها إمكانات هائلة لتصنيع الهيدروجين الأخضر، مضيفاً: "حالياً يجب أن يكون لديك نفط وغاز لبناء مزارع طاقة الرياح وغيرها. لا يعي معظم الناس أن بناء أي شيء في وقتنا الحالي يحتاج إلى النفط والغاز".<strong></strong></p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>5-مساعي الدول لتعزيز فرصها من الطاقة بالمنطقة</strong><strong>:</strong><strong> </strong>قال المتحدث الرئيسي: "لا أحد يتحدث عن الولايات المتحدة كمنتج ومصدر للنفط والغاز.. فهي تفوق في إنتاجها السعودية، وتأتي في المركز الأول على مستوى العالم. الولايات المتحدة لديها فرصة لإنتاج المزيد، لكنه لن يؤثر ولو بشكل ضئيل على إنتاج روسيا. ومن المثير للاهتمام، أنه في يوم من الأيام كانت هولندا تنتج نصف إنتاج روسيا، وكنا نستطيع الحفاظ على هذا المستوى لمدة 50 عاماً لولا قرار السياسيين بإغلاق الإنتاج".<strong></strong></p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>6-</strong><strong> </strong><strong>ارتدادات للحرب الأوكرانية على الطاقة والغذاء</strong><strong>:</strong><strong> </strong>أشار المتحدث الرئيسي إلى أنه بالحديث عن الحرب الأوكرانية والعقوبات ضد موسكو، فإن الأمر لا يتعلق بالغاز فقط؛ لأنه ليس مصدر الربح المالي الوحيد لروسيا؛ فهو يمثل 20% فقط، وباقي الأرباح تأتي من النفط والفحم أو الطاقة النووية. الأمر الذي لا يعرفه الكثير أن روسيا لديها طاقة نووية.. فلا يتعلق الأمر بخط نورد ستريم 1 ولا 2 أو أي منهما سيمر عبر أوكرانيا، لكن القضية الرئيسية لروسيا هي العقوبات على النفط التي هي مرتبطة بأوبك".<strong></strong></p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وأضاف: "من 80 إلى 90% من الغاز الروسي سيبقى خارج السوق في العقد المقبل، ولن تستطيع روسيا تصدير نفطها بعد 5 ديسمبر بسبب العقوبات على الشحنات الروسية التي ستدخل حيز التنفيذ.. ولن تستطيع استخدام الشاحنات الموجودة في اليونان.. إذاً سنشهد عجزاً كبيراً في الأسواق العالمية، ولن يتغير ذلك حتى إن قرر بوتين وقف الحرب. ستظل العقوبات مستمرة لمدة 5 أعوام أو 8 أعوام". كما لفت المتحدث الرئيسي إلى أن "هناك خطأ كبيراً في الاعتقاد بأن أوكرانيا هي التي تسببت في رفع أسعار النفط والغاز؛ فهي كانت مرتفعة قبل دخول روسيا أوكرانيا؛ لأنه لم يكن هناك إمداد كافٍ في السوق، والولايات المتحدة وأوبك كان لهما دور في ذلك.. العقوبات زادت من الأمر، وأطالت أمده، لكنها لم تخلقه؛ فسعر الغاز في أوروبا في 2021 كان أعلى من الطبيعي 500% قبل بدء الحرب في أوكرانيا".</p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>واستدرك أن "أوبك كانت تعلم ذلك وكانت تستثمر حتى عندما كانت الأسعار منخفضة، وهو ما يفسر أن إحدى الشركات السعودية تحصل على أرباح كل ربع سنة أكبر من أبل وجوجل وغيرهما.. وحتى أكبر من أرباح شل وبي بي وغيرهما، ولا تخطط أن تخسر هذا الكم من الأموال في السنوات القادمة". وأوضح المتحدث الرئيسي أن "هولندا واحدة من أكبر الدول المصدرة للغذاء.. نحن نطعم العالم لا أعرف كيف، لكنا ننتج الكثير من الغذاء؛ فهو في جيناتنا.. لكن دون الأسمدة لن نستطيع القيام بذلك، وسنكتفي بإنتاج ما يكفي للاستهلاك المحلي".</p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>7-عدم قدرة روسيا على تخزين الطاقة المنتجة</strong><strong>:</strong><strong> </strong>ذكر المتحدث الرئيسي أن "روسيا لن تستطيع إرسال الطاقة للصين بسبب دخول العقوبات في حيز التنفيذ"، وأن "هناك قضية أخرى كبيرة بسبب عدم حصول روسيا على التكنولوجيا اللازمة من الغرب لتخزين ما لديها من الطاقة المنتجة بالفعل".<strong></strong></p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>8- صعوبة عودة إنتاج الطاقة إلى مستويات عام 2016: </strong>أشار المتحدث الرئيسي إلى أننا "ننظر لما تنتجه أوبك ونفكر فيما ستنتجه أوبك؛ لأنها لطالما كانت قادرة على الإنتاج.. الآن هي ليست قادرة على الإنتاج. الامتثال الزائد (overcompliance) للمنتجات في سوق شديدة السيولة هو أمر مثير للاهتمام وجيد للغاية؛ لأنه في أوقات العجز يكون لديك شخص يستطيع إنتاج ما تحتاجه، على سبيل المثال عندما خرجت إيران والعراق من السوق، زادت السعودية من الإنتاج". وأضاف: "في هذه اللحظة، يتعلق هذا الأمر بأن هناك تراجعاً في قدرة الدول على الإنتاج. معظم الامتثال الزائد يرتكز على عدم قدرتها على الإنتاج، وهذا يبدو جيداً لأنها وضعت لنفسها حصصاً والتزمت بها، والسوق تشهد استقراراً.. لكن في الواقع، أوبك ونيجيريا وغيرهما لا يستطيعان الإنتاج بمستوى 2016".</p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>9-</strong><strong> </strong><strong>استحالة فرض ضرائب على أرباح شركات النفط</strong><strong>:</strong><strong> </strong>أوضح المتحدث الرئيسي في إجابته على سؤال حول فرض الإدارة الأمريكية ضرائب على أرباح شركات النفط أن "بايدن ومستشاريه لا يفهمون كيف تدار أسواق النفط. شركات النفط الخاصة في الولايات المتحدة تقرر بأنفسها السعر؛ إما تدفع للمساهمين أو تضع الأموال في السوق وتنتج المزيد من النفط فتقل الأسعار.. الشركة هي التي تقرر، وهي تريد تحقيق الأرباح.. إذا زاد الإنتاج ستقل الأرباح ومن ثم سيستاء المساهمون".</p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وأضاف المتحدث الرئيسي أن: "هذه خطوة خاطئة من جانب الحكومة الأمريكية، كما هو الحال في أوروبا؛ لأنها تعكس أن الحكومة تريد أن تتدخل في سوق تعمل بشكل جيد جداً.. وإذا قمت بذلك، فستتراجع الاستثمارات في القطاع، خوفاً من أن تشاركهم الحكومة أرباحهم، وإذا كنا نفتقد 1.3 تريليون كاستثمارات في السوق، فستفاقم هذه الضرائب من النقص في الاستثمارات. هذا ليس قراراً سليماً، ولماذا لا يطبق على شركات الطاقة المتجددة؟ سيجد المستثمرون حينها فرصاً أفضل في قطاعات مختلفة مثل طاقة الرياح. كشركة في نهاية المطاف عليك أن تحقق أرباحاً لتساند الأوقات التي لا يوجد فيها أرباح".</p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وختاماً، جادلت الحلقة النقاشية في أولوية تنويع الاقتصاد، وذكر المتحدث الرئيسي أنه "إذا لم تستطع السعودية تحقيق الإنتاج المتوقع منها، فستواجه مخاطر وستتراجع مكانتها في السوق العالمية، وإذا خرجت الأرباح السعودية من السوق، فستتراجع قدرتها على دعم أي مشاريع أخرى.. من المتوقع أن تتراجع مكانة أوبك إذا انخفض الإنتاج وانخفض الطلب؛ لذا تنويع الاقتصاد أمر لا بد منه، وإذا لم تستطع المنطقة إنتاج النفط المطلوب إنتاجه فسيكون هناك تغير في القوة الجيوسياسية المرتبطة بالمنطقة".</p>

      

كيف يمكن فهم دور أوبك في استقرار أسواق الطاقة العالمية؟ (حلقة نقاشية)