إميل شابال

مايكل بيرنت


        
<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">عرض: إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية</span></strong></p>



<div style="height:12px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>للمرة الثانية على التوالي، تنجح مرشحة اليمين المتطرف في فرنسا "ماريان لوبان"، في الوصول إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية،</strong><strong> وقد أظهرت بعض استطلاعات الرأي أنها متقاربة إلى حد كبير مع الرئيس الحالي "إيمانويل ماكرون"، وهو الأمر الذي أدى إلى تصاعد المخاوف لدى البعض </strong><strong>من فوز اليمين المتطرف بقيادة "لوبان" في الجولة الثانية المقررة يوم 24 أبريل الجاري. وفي هذا الإطار، نشر موقع فورين بوليسي مقالاً للكاتبين؛ إميل شابال ومايكل بيرنت، بعنوان "</strong><strong>لماذا تخسر مارين لوبان دائماً؟"، في 20 أبريل 2022، أكد فيه أنه رغم </strong><strong>الخوف المتزايد والمبرر من احتمالية فوز "لوبان"، فإن فرص فوز مرشحة اليمين المتطرف ضعيفة، ويمكن استعراض أبرز ما ورد في المقال من خلال ما يأتي: </strong><strong></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">ضعف حزبي</span></strong></p>



<div style="height:12px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>أوضح المقال أن هناك مؤشرات تدلل على فشل حزب الجبهة الوطنية الذي تتزعمه "ماريان لوبان"، ومنها ما يأتي:</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1– إخفاق الحزب في المنافسات الانتخابية الرئاسية:</strong> أشار المقال إلى أنه على الرغم من أن الخوف يتزايد في داخل فرنسا وخارجها من فوز اليمين المتطرف بقيادة "ماريان لوبان" في الانتخابات الفرنسية، فإن "لوبان" وحزبها فشلا في فرض أنفسهم على أي مستوى من مستويات السياسة الفرنسية. ووفقاً للتقرير، ففي المنافسات الانتخابية الرئاسية، هُزمت كل من "ماريان لوبان" ووالدها "جان ماري لوبان" هزيمة ساحقة في الانتخابات الرئاسية في عامي 2017 و2002 على التوالي.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2– ضعف حضور الحزب داخل البرلمان والبلديات: </strong>أضاف المقال أن حزب الجبهة الوطنية يضم سبعة أعضاء فقط في الجمعية الوطنية الفرنسية المكونة من 577 عضواً. وبحسب المقال، لا يسيطر الحزب على أي من الإدارات الإقليمية القوية في فرنسا، كما أن 12 رئيس بلدية فقط هم أعضاء في حزب الجبهة الوطنية من إجمالي نحو 35500 رئيس بلدية.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3– تأثير ضئيل للحزب خارج المنافسات الانتخابية: </strong>طبقاً للتقرير، يُثير هذا الضعف الدهشة نظراً إلى طول عمر الحزب؛ حيث تأسس في عام 1972، وهو ما يجعله واحداً من أقدم الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، وكان أول إنجاز انتخابي له في أوائل الثمانينيات. ونوه المقال أن الجبهة الوطنية تمكنت مراراً وتكراراً من الحصول على أصوات تتراوح بين 15 و30% في أجزاء كثيرة من فرنسا. وأكد المقال أنه على الرغم من ذلك، فإن الحزب وزعيمته لهما تأثير ضئيل على السياسة الفرنسية خارج الانتخابات.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">محددات الفشل</span></strong></p>



<div style="height:12px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>يعتقد المقال أنه بدلاً من التساؤل عن إمكانية فوز "لوبان" في الانتخابات الرئاسية، فإنه يجب التساؤل حول أسباب عدم فوز "لوبان" من قبل، على الرغم من حكم الأحزاب والسياسيين اليمينيين المتطرفين مؤخراً –بمفردهم أو بالتحالف مع آخرين – في بلدان أوروبية عديدة مثل النمسا وإيطاليا والمجر. وفي هذا السياق، قدم المقال عدداً من الأسباب يمكن استعراضها عبر ما يأتي:</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1– طبيعة النظام الانتخابي القائم ذي الجولتين: </strong>شدد المقال على أن لدى "لوبان" وأتباعها إجابة واحدة على إخفاقها في الانتخابات السابقة، وهي طبيعة النظام الانتخابي. وأوضح المقال أنهم يرون أن النظام الانتخابي المكون من جولتين لمعظم الانتخابات الفرنسية، يحدد سلطتهم بدقة. ووفقاً للتقرير، فإنهم لذلك يشيرون إلى نجاحهم النسبي في الانتخابات الأوروبية التي يتم تحديدها من خلال نظام نسبي أحادي الجولة معتمد على القائمة، كمثال على الأداء الجيد للحزب إذا كانت العملية الانتخابية تعكس بدقة حصص التصويت.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>ووفقاً للتقرير، تتقيد فرنسا حالياً بالدستور الذي تم إصداره في عام 1958، وهو الوقت الذي كانت فيه البلاد متورطة في حرب استعمارية عنيفة في الجزائر، وواجهت خطر الانقلاب العسكري اليميني المتطرف، كما كان الحزب الشيوعي الفرنسي أيضاً قوة سياسية رئيسية. وبحسب المقال، فإنه لذلك تم تصميم النظام الانتخابي المكون من جولتين، الذي يعود تاريخه إلى أواخر القرن التاسع عشر؛ لإبعاد التطرف السياسي.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2– التحالفات الحزبية المعادية لليمين المتطرف:</strong> أشار المقال إلى أن حزب يسار الوسط وحزب يمين الوسط أو ما يسمى "الجبهة الجمهورية" سيطرا في عام 2017 على السياسة الفرنسية. وأضاف المقال أن هذه الأحزاب تواطأت في رفض تشكيل تحالفات مع اليمين المتطرف. ونوه المقال بأن هذه المحاولة استهدفت الدفاع عن مبادئ متلا الفرنسية الديمقراطية، وضمنت القضاء على أحزاب اليمين المتطرف ومرشحيها إلى حد كبير في الجولة الأولى.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3– وجود انشقاقات داخل حزب الجبهة الوطنية: </strong>لفت المقال إلى أن حزب الجبهة الوطنية تحول في الغالب إلى مجرد وسيلة لتحقيق الطموحات الشخصية والصراعات الداخلية لعائلة "لوبان". واستدل المقال على ذلك بقيام "ماريان لوبان" في عام 2015 بطرد والدها من الحزب رغم أنه مؤسسه، وكذلك انشقاق "ماريون ماريشال" ابنة أخت "ماريان لوبان"، في الدورة الانتخابية لهذا العام عن الحزب وانضمامها إلى المرشح اليميني المتطرف المنافس "إيريك زمور".<strong></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>4– النقص </strong><strong>اللافت</strong><strong> بكوادر حزب الجبهة الوطنية:</strong> أكد المقال أن الانشقاقات داخل الحزب تزايدت بسبب الهيكل الحزبي الضعيف، خاصةً أنه لم تكن هناك أي محاولة تقريباً لاستقطاب النشطاء والاحتفاظ بهم، ولم يكن هناك الكثير من المشاركة مع المجتمع المدني. ووفقاً للتقرير، فإنه في حين أن الحزب لديه الآن بعض الخبرة في الإدارة المحلية والبلدية، فإن هذا لم ينتج حتى الآن العديد من الكوادر الحزبية المتفانية. وبحسب المقال، وبدلاً من ذلك، أدت سلطة "لوبان" المطلقة إلى انتشار الفساد الموثق على نطاق واسع داخل الحزب.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>5– تراجع التأثير السياسي لتيار اليمين المتطرف: </strong>أوضح المقال أن "لوبان" وحزب الجبهة الوطنية نجحوا من قبل في تشكيل النقاش السياسي الدائر في فرنسا. ودلل المقال على ذلك بملاحظة العديد من المتابعين وجود تغلغل لأفكار اليمين المتطرف في التيار الرئيسي للسياسة الفرنسية منذ الثمانينيات، مشيراً إلى أنه حتى السياسيين اليساريين، في بعض الأحيان، كرَّروا أفكار اليمين المتطرف حول الهجرة والمُواطَنة والإسلام والأفضلية الوطنية. وطبقاً للتقرير، فإنه على الرغم من ذلك، بدأت قدرة الحزب على التأثير تتلاشى. <strong></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وأضاف المقال أن أفكار اليمين المتطرف بعيدة كل البعد عن الاتفاق على نطاق واسع، وأكد المقال أن استطلاعات الرأي على المدى الطويل تُظهر أن التأييد لسياسات الجبهة الوطنية يبلغ نحو 30%، وهو ما يتوافق مع النتيجة المجمعة لكل من "لوبان" و"زمور" في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الحالية. ونوه المقال أن "لوبان" ستواجه مشكلة في التغلب على هذا الحاجز.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>6– عجز الجبهة الوطنية عن ضم نخب وازنة: </strong>وفقاً للتقرير، فإن النجاح في السياسة يعتمد على تشكيل تحالفات واسعة، فيما حقق الحزب القليل من النجاحات في جذب النخب الأكثر تعليماً وتحضُّراً وعولمة في البلاد. وشدد المقال على أنه في حين أن توجه الحزب الطبقي يضمن مكانته بوصفه حزباً رئيسيّاً، فإنه ليس من الواضح على الإطلاق إذا ما كان هذا التوجه سيجلب له الفوز في الانتخابات.<strong></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>7– عدم انحياز الشعب إلى الحكومات الراديكالية: </strong>أوضح المقال أنه في الوقت الذي لا تزال فيه فرنسا مجتمعاً مشهوراً بالسياسات الخلافية والراديكالية، فإنه نادراً ما حدث التغيير السياسي الدراماتيكي في القرن العشرين من خلال صناديق الاقتراع. وأشار المقال إلى أن الفرنسيين لم ينتخبوا قط حكومة يمينية متطرفة، لافتاً إلى أنه حتى المناسبات التي أيَّدوا فيها الاشتراكيين كانت قليلة ومتباعدة؛ حيث حدثت في أعوام مثل 1936 و1981 و2012.<strong></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><a><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">فرصة قائمة</span></strong></a></p>



<div style="height:12px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>أضاف المقال أن كل ما سبق لا يعني أن فوز "لوبان" في الجولة الثانية من الانتخابات أمر مستحيل، بل من الواضح أن هناك تطورات مهمة في السياسة الفرنسية جعلت "لوبان" أكثر قبولاً، ويمكن توضيحها عبر ما يأتي:</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1– <a>الاستياء الشعبي من ارتفاع تكاليف المعيشة</a>:</strong> نوه المقال بأن تخطي "لوبان" الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، يضمن لها فرصة ولو قليلة في الجولة الثانية. ولفت المقال إلى أنه في مقدور "لوبان" أن تستغل الاستياء الشعبي الفرنسي من ارتفاع تكاليف المعيشة في البلاد في الجولة الثانية، على غرار ما فعلت في الجولة الأولى.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2– <a>هزيمة أحزاب يسار الوسط ويمين الوسط</a>: </strong>وفقاً للتقرير، تم القضاء على أحزاب يسار الوسط ويمين الوسط الرئيسية في فرنسا مع انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية. وبحسب المقال، فإنه تبعاً لذلك صارت استراتيجية الجبهة الجمهورية أقل فاعليةً بكثير ولو كانت تعيد تشكيل نفسها في مظهر جديد.<strong></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3– <a>احتمالية استفادة "لوبان" من الاستقطاب</a>: </strong>طبقاً للتقرير، فإنه على الرغم من أن أحزاب يسار الوسط ويمين الوسط وجَّهت دعوات لمنع فوز "لوبان" في الجولة الثانية، فإن السياسات الاستقطابية ولَّدت احتمالية وجود جبهة موازية مناهضة لـ"ماكرون". وأوضح المقال أن هذه الديناميكية وثيقة الصلة بفهم تفضيلات أولئك الذين صوَّتوا لمُرشَّح اليسار المتطرف "جان لوك ميلينشون".<strong></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وأشار المقال إلى أنه على الرغم من أن "ميلينشون" نفسه أعلن أن مؤيديه لا ينبغي لهم أن يدلوا بأصواتهم لـ"لوبان"، فإن من المرجح أن يكون أنصاره منقسمين بين الجبهة الجمهورية والجبهة المناهضة لـ"ماكرون"؛ لذلك قد يختار الكثيرون منهم الامتناع عن التصويت؛ وذلك نتيجة تشابه استراتيجيات الجولة الثانية التي اتبعتها "لوبان" و"ماكرون" إلى حد كبير؛ فكلاهما يحاول التماس تعاطف اليسار دون فقدان الدعم من اليمين.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>وختاماً، أكد المقال أنه حتى لو فازت "لوبان" في 24 أبريل 2022، فلن تكون قادرة على السير على خطى قادة مثل رئيس وزراء المجر "فيكتور أوربان" الذي فرض أجندته من جانب واحد. وشدد المقال على أن الكثيرين شعروا في السابق بالقلق من فوز الاشتراكي "فرانسوا ميتران" في الانتخابات الفرنسية عام 1981، لافتاً إلى أنه برغم التزامه بـ"قطيعة مع الرأسمالية" وضم الشيوعيين في حكومته، لكن في غضون عامين، تبنَّى "ميتران" إجراءات تقشفية، وأوقف إصلاحاته</strong><strong>.</strong><strong> وأوضح المقال أن "لوبان" قد تُواجِه مشاكل مماثلة مع تخطيطها لاقتراح استفتاء لإدخال مبدأ "التفضيل القومي"، الذي من شأنه أن يمنح الفوائد الاجتماعية على نحو أساسي للمواطنين؛ إذ يمكن أن يرفضه الناخبون. وأشار المقال إلى أن جدول أعمال "لوبان" التشريعي سيعتمد أيضاً على أداء الجبهة الوطنية في الانتخابات البرلمانية في يونيو المقبل، وهو أمر يُثير القلق بسبب الضعف البرلماني للحزب.</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">المصدر:</span></strong></p>



<div style="height:12px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>– Emile Chabal and Michael C. Behrent, Why Marine Le Pen Always Loses, <strong>Foreign Policy,</strong> APRIL 20, 2022, Accessible at: <a href="about:blank">https://foreignpolicy.com/2022/04/20/marine–le–pen–france–election–macron/</a></p>

      

لماذا تخسر مارين لوبان الانتخابات الرئاسية الفرنسية دائماً؟