جون بوينر

يصدر في منتصف أبريل 2021 كتاب "في البيت: مذكرات واشنطن" لرئيس مجلس النواب الأمريكي الأسبق جون بوينر، وهو جمهوري من ولاية أوهايو، شغل منصب رئيس مجلس النواب من 2011 إلى 2015. ويتناول الكتاب الكثير من القضايا حول آليات العمل داخل الحزب الجمهوري، ويُظهر العلاقات السيئة بين الكثير من الجمهوريين؛ حيث شن بوينر هجومًا حادًّا على الكثير من زملائه في الحزب، واعتبر أن الحزب وقع ضحيةً لبعض مُنظِّري المؤامرة، كما تحدَّث عن لقاءاته ببعض الرؤساء الأمريكيين السابقين، ونجاحاتهم وإخفاقاتهم.



وفي ذات السياق، تحدَّثَ بوينر عن الرئيس الأسبق باراك أوباما بقدرٍ من الإيجابية أكثرَ بكثيرٍ مما قاله عن العديد من أعضاء الحزب الجمهوري، لا سيما مع اشتهار بوينر بالسخرية والهجوم الدائم على زملائه؛ فقد سبق أن شبَّه زميله الجمهوري في ولاية أوهايو النائب "جيم جوردان" بأنه "مشرع إرهابي"، إلا أن الكثير من الخبراء والمتابعين يتطلعون من خلال هذه الكتاب إلى معرفة آليات العمل واتخاذ القرارات داخل الحزب الجمهوري، والسياسة الأمريكية بوجه عام.







ويمكن تناول أهم الأفكار التي يحملها كتاب جون بوينر؛ وذلك على النحو التالي:



1– تصعيد ضد بعض الجمهوريين: يتضمَّن الكتاب الجديد لرئيس مجلس النواب الأسبق جون بوينر، هجومًا على بعض أعضاء الحزب الجمهوري؛ وذلك حسَب بعض التقارير التي أشارت إلى وصف بوينر السيناتورَ الجمهوريَّ "تيد كروز" بأنه "متهور" و"خطير" و"أحمق طائش"، بجانب التصعيد ضد أعضاء آخرين داخل الحزب الجمهوري.







2– تراجع الحزب الجمهوري على المستوى الإعلامي: يسلط الكتاب الجديد الضوء أكثر على طبيعة السلطة داخل الحزب الجمهوري، وكيف كان بوينر يعمل عندما كان رئيس الحزب في مجلس النواب، كما يتناول الكتاب تطور العلاقة بين الحزب الجمهوري ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة؛ حيث ينفق الديمقراطيون تريليونات الدولارات على وسائل الإعلام، في الوقت الذي ينشغل فيه الجمهوريون بأمور تشريعية أخرى. وقد أدَّى ذلك إلى تضخيم وسائل الإعلام رسالةَ الحزب الديمقراطي، وهجومها الكبير على رسالة الحزب الجمهوري.







3– شيوع الإقصاء داخل الحزب الجمهوري: يتطلع القراء إلى معرفة آراء بوينر في شيوع "ثقافة الإقصاء" داخل الحزب الجمهوري؛ فمن وجهة نظر البعض، يبدو أن الجمهوريين يستخدمون هذا المصطلح بكثرةٍ، ويُطبِّقُونه على أي شيء هذه الأيام، وقد كان بوينر بصفته رئيسًا لمجلس النواب، مسؤولًا إلى حد كبير عن تفشي هذه الثقافة داخل الحزب الجمهوري. ومن ثم يتطلع القراء إلى معرفة آرائه في هذا الأمر.



<a>&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; ويرى بوينر أن من أسباب تراجع الحزب الجمهوري، وقوعُه تحت سيطرة عددٍ من قائدي نظرية المؤامرة، واستسلام الحزب لجنون العظمة، فيما شن هجومًا شديدًا على الكثير من أعضاء الحزب الجمهوري وقيادته الحالية</a>.







4– آراء متباينة حول الرؤساء السابقين: يتناول بوينر، في كتابه، انطباعاته عن القادة الذين قابلهم في حياته، وأسباب نجاحاتهم وإخفاقاتهم، من فورد إلى ريجان وصولًا إلى أوباما وترامب وانتهاءً ببايدن، كما يتحدث عن لعب الجولف مع خمسة رؤساء للولايات المتحدة. وقد تحدَّث بوينر عن الرئيس الأسبق باراك أوباما بقدرٍ من الإيجابية؛ حيث يرى أن الكثير مما يُنشَر عن أوباما على بعض المواقع، مثل يوتيوب يعتبر "هراء"، في إشارةٍ إلى ضرورة إنصافه.







5– تساؤلات حول دور بوينر في بعض القوانين: يتطلع بعض المراقبين إلى معرفة آراء بوينر في المسألة المتعقلة بانهيار المساعي التشريعية لإقرار قانون حقوق التصويت في يونيو 2013؛ حينما أبطل حكمُ المحكمة العليا جزءًا رئيسيًّا من القانون الذي طلب من الولايات التي لديها تاريخ من التمييز، الحصول على موافقة فيدرالية قبل تغيير قواعد الانتخابات.



ومع أن التشريع لم يتم تمريره من الحزبين في مجلس النواب، الذي كان يسيطر عليه الحزب الجمهوري آنذاك تحت رئاسة بوينر، إلا أنه في الوقت الحالي تطالب الكثير من الولايات بسن قوانين انتخابية جديدة لوضع قيود إضافية على التصويت بعد مزاعم دونالد ترامب بأنه تعرض للتزوير في الانتخابات الأخيرة.







وفي الختام، فبالرغم من معرفة الكثيرين بأن كتاب بوينر سوف يحمل هجومًا قاسيًا على العديد من أعضاء الحزب الجمهوري الذين هاجمهم بحدة في بعض مقالاته الأخيرة؛ فإن الكثير من الخبراء والمتابعين يرغبون من هذا الكتاب في معرفة المزيد حول كواليس السياسة الأمريكية وآلية اتخاذ القرار داخل الحزب الجمهوري.







المصدر:



John Boehner, On the House: A Washington Memoir, St. Martin’s Press, New York, April 13, 2021.

رؤية معمقة من داخل الحزب الجمهوري الأمريكي