نريمان عبد الفضيل

وقَّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مجموعة واسعة من الأوامر التنفيذية في يومه الأول من فترة رئاسته الثانية، ومن أبرزها الانسحاب من الاتفاقيات الدولية التي يرى أنها تعرقل الجهود الأمريكية – مثل الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، ومن منظمة الصحة العالمية – والعفو عن بعض المتورطين في أحداث الكابيتول في 6 يناير 2021، وإجراءات كثيرة متعلقة بالهجرة والحدود.أوامر بارزةأصدر الرئيس الأمريكي سلسلة من الأوامر التنفيذية التي تفي بوعده الانتخابية، ومنها قيامه بإلغاء نحو ما يقرب من 78 أمراً تنفيذياً اتخذه الرئيس السابق جو بايدن. وتتمثل أبرز الأوامر التنفيذية التي اتخذها ترامب فيما يلي:1– إعلان حالة الطوارئ في مجال الطاقة: أعلن الرئيس الأمريكي حالة الطوارئ الوطنية في مجال الطاقة، في حين وعد خلال يومه الأول في البيت الأبيض بأنه سيعمل جاهداً على ملء الاحتياطيات الاستراتيجية من النفط، وتصدير الطاقة الأمريكية في جميع أنحاء العالم؛ وذلك من خلال وضعه خطة يستهدف من خلالها تعزيز إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة، بما في ذلك خروج واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ، بجانب توقيعه على أمر تنفيذي يهدف إلى تعزيز تطوير النفط والغاز في ألاسكا، بالإضافة إلى أنه سيعمل على إنهاء تأجير مزارع الرياح للأراضي، فضلاً عن إلغائه مذكرة أصدرها بايدن عام 2023 كانت تحظر التنقيب عن النفط في نحو 16 مليون فدان في القطب الشمالي. ويتوقع ترامب أن هذه الإجراءات ستساعده في خفض التضخم وحماية الأمن القومي الأمريكي.&nbsp;2– إنهاء الرقابة الاتحادية على حرية التعبير: سعى الرئيس الأمريكي إلى تأمين حرية التعبير للمواطنين، من خلال إصدار أمر تنفيذي يهدف إلى استعادة حرية التعبير وإنهاء الرقابة الاتحادية؛ وذلك عقب توجيه الاتهامات لسلفه الديمقراطي جو بايدن بأنه كان يعمل على تشجيع قمع حرية التعبير على المنصات الإلكترونية. وقد صرح البيت الأبيض بأنه "تحت ستار مكافحة التضليل والتضليل الإعلامي والمعلومات الخاطئة، انتهكت الحكومة الاتحادية حقوق التعبير المحمية دستورياً للمواطنين الأمريكيين".3– الانسحاب من الاتفاقيات الدولية: سعى الرئيس الأمريكي إلى تنفيذ ما وعد به خلال حملته الانتخابية، ومبدأ "أمريكا أولاً"، فأصدر أوامر تنفيذية تهدف إلى خروج واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ، كما أرسل رسالة إلى الأمم المتحدة لكي يوضح فيها مبرره لخروجه من الاتفاقية، وكانت الرسالة فحواها أن بلاده "تعتزم الخروج من الاتفاق المبرم في عام 2015، والساعي إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المسببة لتغير المناخ، وأن سياسة إدارتي هي وضع مصالح الولايات المتحدة والشعب الأمريكي في المقام الأول"، بجانب أنه وقَّع على أمر تنفيذي آخر يستهدف خروج واشنطن من منظمة الصحة العالمية، وكان مبرره في ذلك أن المنظمة أساءت التعامل مع جائحة كوفيد 19، ومع الأزمات الصحية الأخرى، وأنها كانت تعمل لصالح الصين.4– العمل على تحسين الأوضاع المعيشية للأمريكيين: هدف الرئيس الأمريكي إلى تنفيذ ما وعد به خلال حملته الانتخابية بأنه سيعمل على خفض الأسعار ورفع المعاناة عن العامل الأمريكي؛ لذلك أصدر أمراً تنفيذياً يستوجب من جميع الإدارات والوكالات التنفيذية تقديم إغاثة طارئة للشعب الأمريكي، في حين أنه سعى إلى خفض اللوائح والسياسات المناخية التي تسببت في رفع التكاليف على المواطنين، بجانب رفع تكاليف السكن، في حين أن هذه الإجراءات التي اتخذها كانت بهدف إصلاح ما أفسدته إدارة بايدن خلال السنوات الأربع الماضية، والتي أدخلت الشعب الأمريكي في أزمة تضخم لم يشهدها منذ فترات طويلة.5– تقليل حجم الحكومة الفيدرالية: سعى ترامب إلى تقليل حجم الحكومة الفيدرالية؛ وذلك من خلال إصداره أمراً تنفيذياً لإنشاء مجموعة استشارية تسمى "إدارة كفاءة الحكومة" وتهدف إلى تقليص الحكومة الأمريكية، بجانب أنه وقع أمراً تنفيذياً آخر بتجميد التوظيف الحكومي واللوائح الاتحادية الجديدة، بالإضافة إلى إلزام العاملين الاتحاديين بالعودة التامة إلى العمل بنظام الحضور الشخصي؛ لذلك قال خلال حفل تنصيبه: "سأنفذ تجميداً فورياً للإجراءات التنظيمية الجديدة؛ ما سيمنع بيروقراطيي بايدن من الاستمرار في إصدار اللوائح"، وأضاف: "سأصدر تجميداً مؤقتاً للتوظيف لضمان توظيفنا الأشخاص الأكفاء المخلصين للجمهور الأمريكي فقط"، في حين أن بعض المحللين رأوا أن هذه الخطوة ستُجبر أعداداً كبيرةً من موظفي الحكومة على التخلي عن ترتيبات العمل عن بُعد، بجانب تقليص الخدمة المدنية، وهذا الأمر سيسهل على ترامب أن استبدال موالين له مكانَ العاملين الحكوميين الذين خدموا لفترة طويلة.6– الوصول إلى تسوية بشأن حظر تيك توك: وقع ترامب على أمر تنفيذي بشأن تأجيل تنفيذ قرار المحكمة العليا بحظر استخدام تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة لمدة 75 يوماً من أجل الوصول إلى حل، في حين اقترح شراء الولايات المتحدة 50% من أسهم تطبيق تيك توك؛ ولذلك قال خلال حفل تنصيبه: "أريد أن تستحوذ الولايات المتحدة على حصة ملكية بنسبة 50%. من خلال ذلك، سننقذ تيك توك، ونبقيه في أيد أمينة، ونسمح له بالبقاء".7– إلغاء قوانين تحمي بعض الأقليات العرقية: عمل ترامب، خلال يومه الأول في البيت الأبيض، على إلغاء الأوامر التنفيذية السابقة التي تهدف إلى مساعدة السود واللاتينيين والأمريكيين الأصليين والآسيويين وسكان جزر المحيط الهادئ، وهو الأمر الذي قد يدفع نحو تعقيد العلاقات داخل المجتمع الأمريكي.8– استهداف مواجهة سياسة "هندسة الجنس" مجتمعياً: قام ترامب أيضاً بإلغاء بعض الأوامر التنفيذية التي عززت حقوق مجتمع الميم، التي قامت إدارة بايدن بوضعها، بالإضافة إلى أنه أصدر أمراً تنفيذياً يستهدف إلغاء وجود جنس ثالث، والاعتراف بوجود جنسين فقط هما ذكر وأنثى. وقد قال خلال حفل تنصيبه: "هذا الأسبوع، سأنهي سياسة الحكومة الممثلة في محاولة هندسة العرق والجنس اجتماعياً في كل جانب من جوانب الحياة العامة والخاصة".9– محاولة التخلص من إرث بايدن في بعض الملفات الخارجية: سعى ترامب خلال يومه الأول في البيت الأبيض إلى إلغاء أكثر من 78 إجراءً تنفيذياً لسلفه الديمقراطي جو بايدن، وهي الإجراءات التي اعتبرها ترامب مدمرة، وكان من ضمنها بعض الإجراءات المتعلقة بالسياسة الخارجية الأمريكية، مثل رفع كوبا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو القرار الذي اتخذه بايدن في إطار تشجيع مبادرة للكنيسة الكاثوليكية للإفراج عن عدد كبير من السجناء السياسيين، بجانب أنه ألغى أمراً تنفيذياً لبايدن بشأن فرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين المتورطين في أعمال عنف في الضفة الغربية.10– التصدي لقضية الهجرة غير الشرعية: وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مجموعة من الأوامر التنفيذية بشأن تحجيم الهجرة، ومن بينها توقيعه على أمر تنفيذي لإعلان حالة الطوارئ على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، بالإضافة إلى أمر يسعى إلى إلغاء حق المواطنة للأطفال المولودين في الولايات المتحدة من مهاجرين شرعيين، فضلاً عن إصداره أمراً تنفيذياً يهدف إلى تعليق برنامج إعادة توطين اللاجئين في الولايات المتحدة لمدة أربعة أشهر، بما في ذلك توقيعه على أمر آخر يقضي بإعادة تسمية خليج المكسيك إلى خليج أمريكا.11– العفو عن المتورطين في أحداث الكابيتول: سعى ترامب إلى تنفيذ ما وعد به خلال حملته الانتخابية بأن يكون أول قراراته عندما يتولى سلطته في البيت الأبيض ستكون الإفراج عن بعض المتورطين في أحداث اقتحام مبنى الكونجرس الأمريكي؛ لذلك أصدر أمراً تنفيذياً بموجبه يتم الإفراج عن نحو 1500 متهم في أحداث 6 يناير 2021، بالهجوم على مبنى الكابيتول، ومن بينهم إنريكي تاريو، وهو زعيم جماعة "براود بويز" السابق المحكوم عليه بنحو 22 عاماً، وستيوارت رودس مؤسس ميليشيا "حراس القسم" المحكوم عليه بنحو 18 عاماً، في حين أمر بتخفيف الأحكام عن 14 عضواً في منظمتي "براود بويز" و"حراس القسم" اليمينيتين المتطرفتين، الذين أدينوا بالتحريض على العنف.تأكيد السلطةختاماً، يمكن القول إن الهدف من وراء إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة الأوامر التنفيذية خلال أول يوم له في البيت الأبيض، هو تأكيد سلطته والوفاء بوعوده التي وعد بها خلال حملته الانتخابية، وتأكيد هيمنة مقاربة "أمريكا أولاً" على السياسات الداخلية والخارجية خلال السنوات الأربعة القادمة، وإنهاء سياسات الإدارة السابقة التي يرى أنها سببت معاناة للأمريكيين مع ارتفاع أسعار السلع والمحروقات وأسعار السكن.

ما الذي كشفت عنه الأوامر التنفيذية الأولى للرئيس الأمريكي ترامب؟