ستيفن والت


        
<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">عرض: إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية</span></strong></p>



<div style="height:12px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>نشر موقع "فورين بوليسي"، في 29 أغسطس 2022، تقريراً لـ"ستيفن والت"، وهو كاتب عمود في "فورين بوليسي" وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة "هارفارد"، بعنوان "لماذا من السهل بدء الحروب لكن من الصعب إنهاؤها؟". ويقدم التقرير تحليلاً للأسباب والدوافع التي تجعل قرارات خوض الحروب، رغم خطورتها، أمراً سلساً في معظم الأحيان، في مقابل صعوبات كبيرة تواجه القرارات الحازمة بإنهائها؛ ما يجعلها تستمر على الأغلب لفترة أطول من المتوقع، حتى إن استمرت الخسائر وتضخمت خلال مسار الصراع. </strong><strong></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">محفزات الحروب</span></strong></p>



<div style="height:12px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>وفقاً للمقال، فإن هناك العديد من المحفزات التي ربما تجعل من اتخاذ قرار الحرب أمراً يبدو يسيراً، وهو ما يمكن بيانه في النقاط التالية:</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1- تعدد المغريات غير الواقعية لبدء الحروب:</strong><strong> </strong>يشير "ستيفن والت" في مقاله إلى وصف "جيوفري بلايني" (Geoffrey Blainey) في كتابه الكلاسيكي "أسباب الحروب" (The Causes of War)، الذي يوضح أن العديد من الصراعات في السابق كانت تغذيها الأحلام والأوهام حول المسار المتخيل للحرب، وخاصة الاعتقاد بأنها ستكون سريعة، وسهلة التكلفة، وستؤدي إلى فوز حاسم، وهو ما يفسر الدوافع لاندلاع الكثير من الحروب، التي أسفر معظمها عن نتائج مغايرة لآمال الفوز السريع والانتصار الحاسم.&nbsp;</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2- سهولة الاندفاع لخوض الصراع العسكري: </strong>أحدث مثال على المغريات التي تسبق اندلاع الصراع، القرار الذي يقوده الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، لشن الحرب في أوكرانيا؛ حيث بدأ الحرب معتقداً أن أهدافه الحربية الأولية لن تستغرق وقتاً طويلاً أو تكلفة كبيرة لتحقيقها؛ إما لأنه بالغ في تقدير نقاط القوة الروسية، أو للتقليل من العزيمة الأوكرانية، أو للخطأ في تقدير رد فعل الأطراف الثالثة، أو بسبب مزيج من الأسباب الثلاثة؛ الأمر الذي يوضح معه "والت" إلى أي مدى من السهل بدء حرب، لكن من الصعب إنهاؤها.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3- تباين النتائج عن التوقعات حول مسار الحرب:</strong><strong> </strong>في ضوء العدد المحدود من الحروب القصيرة والحاسمة التي ارتقت إلى مستوى التوقعات الأولية بالانتصار في الحرب وإنهائها سريعاً، فإن ذلك يعود إلى عدد من الأسباب التي تعود في العموم إلى أن الحرب دائماً ما تكون غير مؤكدة، وتقديرات ما قبل الحرب غالباً ما تكون معيبة، إضافة إلى أن القتال غالباً ما ينتج عنه عواقب غير مقصودة تجعل حسابات ما قبل الحرب غير ذات صلة، وليضيف "والت" إلى ذلك الدوافع القوية لتوسع الحروب وزيادة نفقاتها على مدار فترة أطول من المتوقع، منبهاً إلى أن ذلك الأمر هو ما يجب أن يضعه القادة في الاعتبار قبل أي قرار بخوض الحرب.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>4- الجهل بمقدرات الخصم قبل قرار خوض الحرب:</strong><strong> </strong>وفي هذا الصدد يوضح "والت" أن من المستحيل معرفة مدى قوة وشراسة المقاومة التي سيبديها الخصم على نحو مسبق، خصوصاً أن من المرجح أن يقلل القادة الذين يفكرون في الهجوم من شأن هذه المقاومة، مشيراً إلى أن الفشل في تقدير القوة القومية للخصم أحد أسباب ذلك، في مقابل الميل لرؤية الأمة التي تقرر خوض الحرب بأنها متفوقة بطبيعتها على جميع الأعداء المحتملين، وهو ما يشجع كذلك المعتدين على إهمال قدرة الخصم على المقاومة.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>5- تعويض الخسائر التي يتم تكبدها خلال الحرب: </strong>بمجرد اندلاع الحرب، تبدأ المشكلة المألوفة الخاصة بالإغراق في التكاليف المالية والبشرية على السواء، وبمجرد البدء في تكبد الخسائر في الحرب، سيرغب القادة في الاستمرار حتى تحقيق مكاسب كافية لتبرير التضحيات التي تم تقديمها بالفعل، وحتى لا يتم تحميلهم اللوم على الهزيمة. ويشير "والت" إلى أنهم سيضغطون من أجل كل فرصة لتحقيق النصر، كما أن الرغبة في تعويض الإغراق في التكاليف تشجع طرفي الحرب معاً على التوسع حتى تحقيق أهدافهما بتعويض الخسائر التي تم تكبدها في الحرب؛ حيث يحاولان الحصول على فوائد تتناسب مع الخسائر المتزايدة.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>كما يوضح "والت" هنا، أنه إذا كان أحد الأطراف يخسر فقد يدفعه ذلك إلى التفكير في استخدام المزيد من أدوات القوة، أو ضرب أهداف جديدة وأكثر خطورة، أو رفع المخاطر بطرق أخرى. وهنا تُظهر التفجيرات الأخيرة في شبه جزيرة القرم، والوضع الخطير في محطة الطاقة النووية Zaporizhzhia، كيف يمكن لهذه الآلية أن تعمل في سبيل تضخيم الحرب.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>6- تراجع جودة المعلومات حول مسار الحرب:</strong><strong> </strong>يعتبر "والت" أن تراجع جودة المعلومات سبب رئيسي لإطالة أمد الصراع؛ فرغم أن الدول في حالة الحرب يجب أن تفكر وتتصرف بوضوح قدر الإمكان، فإن ظروف الحرب ذاتها تجعل القيام بذلك أكثر صعوبة، خصوصاً مع اهتمام الحكومات بالحفاظ على الروح المعنوية العامة من خلال الإعلان عن الأخبار السارة، وإخفاء النكسات، وتذكير السكان باستمرار بالطبيعة العدائية للعدو، وفي المقابل يتم فرض الرقابة والقمع والتهميش ضد المعارضين؛ ما يجعل من الصعب حتى على من هم في الداخل الحصول على صورة دقيقة لما يحدث بالفعل في ساحة المعركة.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وبالطبع، إذا كان كل من النخب والجمهور في كل الأطراف المتحاربة يعتقدون أن الحرب تسير على نحو جيد لصالحهم، فلن يكون هناك الكثير من الضغط لإنهائها، وقد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن يتم فهم الوضع الحقيقي لمسار الحرب.&nbsp;</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>7- تقوية الحرب للصورة العدائية عن الآخر:</strong><strong> </strong>تستمر الحروب كذلك لأن القتال نفسه يقوي الصورة العدائية لكل طرف عن الآخر. وبحسب "والت"، فإنه بغض النظر عن مدى الشك أو العداء لدى الأطراف المتحاربة في البداية، فإن مشاعر الكراهية والشك هذه ستزداد قوة، في ظل مسار الحرب، والنتائج المرتبطة بها من المزيد من الموت والدمار والمعاناة للطرف الآخر؛ وذلك ما يقوي بالتبعية الرغبة في الانتقام، التي بدورها تغذي الرغبة في تحقيق نصر حاسم على عدو مكروه ومحتقر بشكل متزايد.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>8- تراجع القدرة على التفاوض مع تنامي الكراهية:</strong><strong> </strong>كلما اشتدت الصورة العدائية للعدو، انخفضت القدرة على التفاوض؛ فقد يتم قطع العلاقات الدبلوماسية، وذلك ما يجعل الاتصال المباشر بين الأطراف المتحاربة أكثر صعوبة، بل إن أي شخص يجرؤ على إثارة فكرة التوصل إلى حل وسط من المرجح أن يتم إدانته كخائن، بحسب رؤية "والت"، الذي يشير كذلك إلى أنه حتى لو بدأت المفاوضات، فلن يثق أي من الطرفين بالآخر بما يكفي للتوصل بسهولة إلى اتفاق، مع الإشارة إلى أنه عادةً ما تواجه تسويات السلام مشكلات خطيرة تتعلق بالثقة بمدى التزام الطرف الآخر بتعهداته بموجب التسوية المقترحة.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>ففي حالة أوكرانيا، على سبيل المثال، لدى حكومة "فولوديمير زيلينسكي" كل الأسباب لعدم الوثوق بـ"بوتين" أو شركائه. وفي هذه المرحلة لا يثق "بوتين" ومستشاروه بالآخرين كذلك؛ وذلك ما يجعل التوصل إلى حل دبلوماسي أكثر صعوبة.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>9- تورط أطراف أخرى في الحرب لتحقيق نتائج خاصة: </strong>الحروب تتسع أيضاً مع تدخل أطراف خارجية لدعم أحد طرفي الصراع على حساب الآخر، كما فعل "حلف الناتو" في دعمه لأوكرانيا منذ بداية الحرب، وقد يكون ذلك لتحقيق مكاسب خاصة. ويرى "والت" أن الحرب الأهلية السورية تقدم مثالاً ممتازاً لذلك؛ فما بدأ على شكل انتفاضة داخلية داخل سوريا أدى في النهاية إلى تدخلات عسكرية مباشرة أو غير مباشرة من قبل روسيا وتركيا وإيران والمملكة السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل والعديد من الدول الأخرى، وكلما انخرطت الدول الأخرى وأصبح لها مصلحة في تحديد نتيجة الصراع، كان من الصعب إقناع كل هذه الأطراف معاً بالموافقة على إنهائه.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">صعوبة التراجع</span></strong></p>



<div style="height:12px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>وأخيراً، فإن الأشخاص الذين اتخذوا قرار خوض الحرب أنفسهم لن تكون لديهم الجرأة الكافية لإنهائها قبل تحقيق نتائج يمكن تصويرها على أنها انتصار يبرر الحرب أمام العامة؛ وذلك ما يفسر أن انتهاء بعض الحروب إنما ارتبط بوجود قادة جدد؛ لأن الذين اختاروا خوض الحرب غالباً ما يكونون غير راغبين أو غير قادرين على الاعتراف بأنهم كانوا على خطأ، غير أن إزاحة المسؤولين عن الحرب أمر صعب في العموم، وقد لا يحدث قبل فقدان المزيد من الأرواح.</strong><strong></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">المصدر:</span></strong></p>



<div style="height:12px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>Stephen M. Walt, Why Wars Are Easy to Start and Hard to End, <strong>Foreign Policy, </strong>August 29, 2022, accessible at: <a href="https://foreignpolicy.com/2022/08/29/war-military-quagmire-russia-ukraine/">https://foreignpolicy.com/2022/08/29/war-military-quagmire-russia-ukraine/</a></p>

      