إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية


        
<p><strong>أعلن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" عن تعيين "بريجيت برينك" سفيرةً للولايات المتحدة في أوكرانيا غداة تأكيد وزير خارجيته "أنتوني بلينكن"، خلال زيارته إلى كييف، عودة الدبلوماسيين الأمريكيين تدريجيّاً إلى أوكرانيا. ويأتي اختيار "برينك" لخبرتها الدبلوماسية، وتعمُّقها في الشؤون الأوروبية؛ حيث عملت في السلك الدبلوماسي منذ عام 1996، وتعمل حاليّاً سفيرةً أمريكية لسلوفاكيا، وقد بدأت حياتها المهنية في بلجراد، وقد حصلت على درجة البكالوريوس من كلية كينيون، ودرجة الماجستير من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، وتتحدَّث الروسية والسلوفاكية والصربية والجورجية والفرنسية. وقد سبق أن شغلت عدة مناصب في وزارة الخارجية، منها مسؤولة مكتب قبرص، ونائبة مدير شؤون جنوب أوروبا، ومديرة منطقة بحر إيجه وجنوب القوقاز في مجلس الأمن القومي.</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">دعم كييف</span></strong></p>



<p><strong>في خضم استمرار العمليات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، التي بدأت في </strong><strong>24</strong><strong> </strong><strong>فبراير الماضي حتى يومنا هذا، فإن مهام "برينك" سفيرةً للولايات المتحدة في أوكرانيا تدور حول ما يأتي:</strong></p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1– <a>إعادة تفعيل الدور الأمريكي في أوكرانيا</a>: </strong>منذ بدء الحرب الروسية–الأوكرانية، ومع سحب الدبلوماسيين الأمريكيين من أوكرانيا، اعتمدت الولايات المتحدة على فريق دبلوماسي في بولندا، بيد أنه مع تعيين السفيرة الأمريكية الجديدة لدى أوكرانيا، فإن من المتوقع أن يُجري أفراد من هذا الفريق رحلات يومية إلى الداخل الأوكراني، وهي الرحلات التي تهدف في المقام الأول إلى إعادة تفعيل الوجود الأمريكي تدريجيّاً في كييف. وفي هذا السياق، دفع رئيس رابطة الخدمة الخارجية الأمريكية "إريك روبين"، بوصفه رئيساً للمجموعة النقابية والمهنية التي تمثل الدبلوماسيين الأمريكيين، بأن وجود سفير أمريكي في أوكرانيا سيُساعد واشنطن وكييف على تنسيق رؤيتهما ورسائلهما العامة.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2– نقل صورة دقيقة عن الوضع الأوكراني:</strong> تملك "برينك"، التي تمتد حياتها المهنية في السلك الدبلوماسي لأكثر من 26 عاماً، خبرة واسعة بالشأن الأوروبي تُمكِّنها من فهم تطورات الوضع الأوكراني بدقة، ونقل هذا الفهم إلى الإدارة الأمريكية؛ فقد شغلت بين عامي 2015 و2018 منصب نائب مساعد وزير الخارجية في مكتب الشؤون الأوروبية والأوروبية–الآسيوية بوزارة الخارجية؛ وذلك في خضم توترات مستمرة داخل أراضي الاتحاد السوفييتي السابق، كما خدمت في جمهوريتَيْن سوفييتيتَيْن سابقتَيْن؛ هما: أوزبكستان وجورجيا. ومع بداية الحرب الروسية–الأوكرانية، وتحديداً في 25 فبراير الماضي، زارت "برينك" حدود سلوفاكيا مع أوكرانيا؛ حيث تابعت باهتمام مشهد اللاجئين الفارِّين من العنف.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3– <a>دفع التعاون الدفاعي الأمريكي–الأوكراني</a>: </strong>بصفتها سفيرةً سابقةً للولايات المتحدة في سلوفاكيا، قالت "برينك" إن أولوياتها هي مواصلة التعاون الدفاعي القوي، والبحث عن طرق لزيادة التجارة والاستثمار، والتحدُّث بصوت عالٍ وواضح عن القيم المشتركة التي تقوم عليها الروابط عبر الأطلسية. وفي هذا الإطار، تتمثل إحدى مهامها سفيرةً لدى أوكرانيا، في دفع السياسات الأمريكية في أوروبا وأوراسيا، وتعزيز التعاون الأمريكي–الأطلسي، ومواجهة التحديات التي تعترض الاستجابات الغربية لروسيا، والتأكد من عدم تصعيد الصراع إلى درجة الحرب النووية؛ حيث هدد المسؤولون الروس بنقل الأسلحة النووية إلى منطقة البلطيق إذا استمر حلف الناتو في التوسع.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>4<a>– الإشراف على مساعدات واشنطن لكييف</a>: </strong>من المتوقع أن تتولى "برينك" مهمة الإشراف على المساعدات الأمريكية إلى أوكرانيا؛ حيث ستقدم الولايات المتحدة 322 مليون دولار إضافية إلى كييف؛ وذلك في إطار مساعدات عسكرية خارجية جديدة، وهي المساعدات التي ستوفر القدرات التي تحتاجها أوكرانيا، لا سيما للقتال في دونباس، كما ستساعد القوات المسلحة الأوكرانية على الانتقال إلى أسلحة وأنظمة دفاع جوي أكثر تقدماً، كما ستحصل 15 دولة أخرى في وسط وشرق أوروبا والبلقان على ما يقرب من 400 مليون دولار من المساعدات العسكرية الخارجية الجديدة. وقد وصل حتى الآن إجمالي المساعدات الأمنية الأمريكية لكييف نحو 3.7 مليار دولار.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">عودة واشنطن</span></strong></p>



<p><strong>تتضح أبرز دلالات تعيين الرئيس الأمريكي، السفيرةَ "برينك" لتكون السفيرة الأمريكية الجديدة في أوكرانيا في الوقت الراهن من خلال ما يأتي:</strong></p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1– <a>توقيت دقيق مع دخول الحرب شهرها الثالث</a>: </strong>يأتي تعيين "برينك" غداة زيارة تاريخية قام بها وزيرا الخارجية والدفاع "أنتوني بلينكن" و"لويد أوستن" على الترتيب إلى أوكرانيا، حيث التقيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أول زيارة أمريكية رفيعة المستوى إلى كييف منذ بدء الحرب الروسية–الأوكرانية. وقد تزامنت تلك الزيارة مع دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا شهرها الثالث في حرب أسفرت عن سقوط آلاف القتلى وملايين النازحين. وقد قال "أوستن" و"بلينكن" خلال الزيارة إن الدبلوماسيين الأمريكيين سيعودون تدريجياً إلى أوكرانيا.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2– <a>شغل الفراغ داخل وزارة الخارجية الأمريكية</a>: </strong>ظل منصب السفير الأمريكي في كييف خالياً منذ 2019 ليعكف عدد من القائمين بالأعمال على إدارته منذ ذلك الحين، وهو الأمر الذي طالته انتقادات عدة؛ ففي خضم المعارك الدبلوماسية التي تقودها واشنطن ضد روسيا، طرحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية سؤالاً حول سر عدم تسمية بايدن السفير الأمريكي الجديد لدى أوكرانيا، رغم مرور أكثر من عام على وصوله إلى البيت الأبيض. ووصفت الصحيفة هذا الأمر بأنه "لغز"، وأكدت أن إدارة بايدن والحكومة الأوكرانية لم تقدما تفسيراً واضحاً لهذا التأخير، فيما وصف عدد من الدبلوماسيين ذلك بأنه "محير وغير مبرر" حتى في الظروف العادية.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3– <a>رغبة واشنطن في إعادة فتح السفارة الأمريكية</a>:</strong> أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان لها، أن تعيين سفيرة جديدة في أوكرانيا يأتي في إطار التزام الولايات المتحدة بإعادة الدبلوماسيين الأمريكيين إلى السفارة الأمريكية في كييف في أقرب وقت ممكن؛ فقد غادر الدبلوماسيون الأمريكيون سفارة كييف قبل أسبوعين تقريباً من بداية العمليات العسكرية الروسية في 24 فبراير الماضي، ونقلوا بعض الوظائف إلى لفيف قبل الانتقال إلى بولندا. وقبيل ذلك، تولَّت القائِمة بالأعمال "كريستينا كفين" مهمة إدارة السفارة الأمريكية في كييف، وهي إن حظيت بتقدير كبير من جانب السلك الدبلوماسي الأوكراني، فإنها بحكم التعريف تفتقر إلى صفة المبعوث الذي يُعيِّنه البيت الأبيض ويُصدِّق عليه مجلس الشيوخ.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>4– <a>تجاوز معارضة الجمهوريين في مجلس الشيوخ</a>: </strong>يتعيَّن على مجلس الشيوخ الأمريكي أن يُصدِّق على تولي "برينك" منصبها الجديد لكي يصبح تعيينها سارياً. وفي هذا الإطار، دفع بعض الخبراء بأن البيت الأبيض لا يرغب في جلسة مجلس الشيوخ التي قد تتحوَّل إلى نقاش بشأن "نورد ستريم 2" الذي انتقده أعضاء الحزبين الديمقراطي والجمهوري، كما لم يتضح بعدُ السبب وراء عدم موافقة أوكرانيا فوراً على تعيين "برينك". وفي اتجاه مضاد، دفع خبراء آخرون أن السفيرة ستحظى على الأرجح بدعم الحزبين في الكونجرس؛ لأن عدداً كبيراً من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين يدعمون جهود الرئيس الأمريكي بشأن أوكرانيا.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p></p>



<p><strong>ختاماً، فقد ظل منصب السفير الأمريكي في أوكرانيا شاغراً منذ عام 2019، عندما أزاح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب آخر شاغل للمنصب، وهي "ماري إل يوفانوفيتش". وقد ساهم هذا الإجراء في توجيه عدة اتهامات له مفادها إساءة استغلال نفوذه في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه أوكرانيا لأغراض سياسية. ولا شك أن وجود "برينك" سيُحقِّق العديد من النتائج الإيجابية لواشنطن، ومنها تدعيم التعاون الأمريكي–الأوكراني، وتنظيم الزيارات الأمريكية الرسمية إلى كييف، والإشراف على الدعم الأمريكي الموجه إلى أوكرانيا. &nbsp;</strong></p>

      

دلالات عودة البعثة الدبلوماسية الأمريكية إلى أوكرانيا