كريستوفر سمارت


        
<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">عرض: أسماء الصفتي – معيدة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة</span></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>أثار مشهد الانسحاب الفوضوي وغير المنظم من أفغانستان جدلاً بين المتخصصين بمجالات متعددة حول الدروس التي يمكن استخلاصها، وكيفية إدارة عمليات الانسحاب من مناطق الصراعات بكفاءة دون خسائر مستقبلية. وفي هذا الصدد، قدم العديد من المتخصصين بإدارة الصناديق الاستثمارية واستثمارات المخاطر عدة أفكار حول كيفية التعامل مع الملف الأفغاني من منظور "كوارث الاستثمار". ففي مقاله المنشور على موقع مجلة "فورين بوليسي" يشير كريستوفر سمارت، رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي في شركة بارينجز للاستثمارات، إلى أن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" كان يمكنه الاستفادة من خبرات مديري صناديق الاستثمار في مواجهة الكوارث خلال الانسحاب من أفغانستان.</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1– إنهاء نزيف الخسائر بسرعة:</strong> على مدار سنوات سابقة، ورث كل مدير لصناديق الاستثمار عن سابقه حافظة أوراق مالية سلبية أرهقتها أسباب مختلفة وإن بدت حينها قوية ومبررة؛ فقرار الرئيس "جورج دبليو بوش" آنذاك بغزو أفغانستان، والعمل على إلحاق الهزيمة بتنظيم القاعدة، حظي بقدر كبير من التأييد عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وعلاوة على ذلك، كانت هناك نجاحات حقيقية في أفغانستان، مثل القضاء على "أسامة بن لادن"، وارتفاع معدل إلمام الإناث بالقراءة والكتابة، وانخفاض معدلات وفيات الرضع.</p>



<p>ولكن حتى أفضل النوايا لا يمكن أن تجعل الأمور تسير على النحو المأمول والمرغوب فيه؛ فمع مقتل أكثر من 150 ألف شخص، منهم ذلك 6000 من المقاتلين والمقاولين الأمريكيين، ومليارات الدولارات المهدرة، فإن البقاء في أفغانستان مهما طال لن يقدم الكثير للمصالح الأمريكية، بل هو خسارة استراتيجية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وهذا يعني حتمية وضرورة الانسحاب. ورغم أن قرار "بايدن" بالتحرك السريع يبدو كارثياً الآن، فإن فرصة خفض الخسائر وإعادة ضبط أجندة واشنطن ستتحقق في القريب العاجل، عقب إتمام الانسحاب الذي هو ضروري بجميع حسابات المنطق والعقل. </p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2– الشفافية في إدارة الموقف:</strong> وفقاً للتقرير فإن من المفهوم أن يتم تقديم العديد من المبررات للخسائر والضرر الذي لحق باستثمار ما، مع التأكيد للمستثمرين أن هذا الخطأ لم يكن متعمدًا، ولم يكن مصدره الرئيسي قيادة الصندوق الاستثماري. ولكنْ من الأهمية بمكان أيضاً الحفاظ على المصارحة والمكاشفة مع المستثمرين، وإبقاؤهم على اطلاع بالتطورات على أرض الواقع، مع تأكيد بذل كافة الجهود للتغلب على هذا الوضع المأساوي. والأمر ذاته ينطبق على إدارة "بايدن"؛ حيث يجب مصارحة الجمهور ومكاشفته بالحقائق والفظائع على أرض الواقع، مع تحمل مسؤولية الكارثة الحالية في أفغانستان بصورة كلية، وعدم إلقاء اللوم على الآخرين.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3– تعزيز ثوابت العلاقة مع الحلفاء:</strong> حسب التقرير، فإن الخروج الكارثي هو أيضاً وقت مناسب لتحليل وتدقيق الرصيد الاستراتيجي والأداء الكلي، بغرض تعزيز جوانب القوة، والاستفادة منها بصورة كبيرة. فقد توفر المزيدُ من السندات الحكومية بعض الاستقرار في وقت لا يمكن فيه تحمل المزيد من الخسائر في الأسواق المشحونة. ويجب على "بايدن" أن يوضح أن تخلُّص واشنطن من بعض الجهود الإضافية التي لا تقدم أي ميزة استراتيجية للبلاد؛ ستسمح للولايات المتحدة بالتفرغ لالتزاماتها الأخرى، مع أهمية إعادة تأكيد التزامه تجاه حلفاء الولايات المتحدة، خاصة في أوروبا وآسيا. ويمكن أن يتم تحقيق هذه النقطة بإلقاء خطاب رئاسي، وإجراء جولة خارجية لمقابلة زعماء هذه الدول، بالإضافة إلى المشاركة في تمارين وتدريبات عسكرية مشتركة، وهو ما سيساعد على تذكير الجميع بأن الالتزامات المركزية للبلاد لا تزال غير متأثرة بالأحداث الكارثية التي وقعت في كابول.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>4– الاستعداد للأزمات المقبلة:</strong> وفقاً للتقرير فإن الرئيس الجيد –على غرار مدير الحقائب الاستثمارية الناجح– يجب أن يراجع أكبر المخاطر كل يوم، وعلى وجه الخصوص عقب انتكاسة مؤلمة للغاية، ككارثة أفغانستان؛ فقد حان الوقت لكي تعمل الإدارة على تجديد خططها للطوارئ، في حالة اندلاع أزمة في تايوان، أو إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً جديداً، أو شن روسيا هجوماً إلكترونياً جديداً على جيرانها في البلطيق. تلك هي المواقف الخطرة التي سيكون من المهم بشكل خاص التحوط والاستعداد لإداراتها منذ هذه اللحظة.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>5– اقتناص الفرص في الجوار القريب:</strong> حسب التقرير، سيكون من السهل على إدارة "بايدن" عقب الانسحاب الكارثي من أفغانستان، الابتعاد عن منطقة تبدو ميؤوساً منها، ولكن هذا هو الوقت المناسب لاستكشاف الفرص في الجوار القريب. وما فتئت باكستان تقيم علاقات طيبة مع طالبان، ولكن هل يمكنها الآن أن تفعل المزيد لمنع جيرانها من إيواء الإرهابيين؟</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>وفي الختام، أشار التقرير إلى أن مشاركة الولايات المتحدة مع إيران ستظل مهيمنة على جدول أعمالها النووي، ولكن الحكومة الإيرانية ستكون حذرة من التطرف السني الذي يترسخ في الجوار. وبطبيعة الحال، تظل الحرب والدبلوماسية بعيدة كل البعد عن تحليل الاستثمار وبناء حافظات الأوراق المالية، إلا أن هجوم كابول يتشابه كثيراً مع العواقب التي تنطوي عليها السياسة الخارجية، ويؤكد أهمية الدور الذي يلعبه صانع القرار في جميع هذه المواقف الكارثية والحساسة.</strong><strong></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span style="text-decoration: underline;">المصدر:</span></strong></p>



<p>– Christopher Smart, After Afghanistan, Biden Can Learn from How Fund Managers Handle Their Disasters, <strong>Foreign Policy</strong>, August 29, 2021, Accessible at:<a href="https://foreignpolicy.com/2021/08/29/afghanistan-biden-investment-lessons/"> https://foreignpolicy.com/2021/08/29/afghanistan-biden-investment-lessons/</a></p>

      

كيف يستفيد بايدن من إدارة "كوارث الاستثمار" في الملف الأفغاني؟