برنت د.سادلر


        
<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">عرض: د. إيمان عبدالحليم</span></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><a><strong>تتصاعد التهديدات التي تؤثر على مستقبل الأمن القومي الأمريكي، وهي تهديدات لم تعد مقتصرة على تحجيم الخصوم فقط، بل امتدت أيضاً إلى أولوية استعادة ثقة الحلفاء، مع إعادة صياغة بعض أولويات السياسة الخارجية التي أضرَّت بالصورة الذهنية للولايات المتحدة كحليف يمكن الاعتماد عليه، وهو الإضرار الذي مثَّل ما يمكن وصفه بـ"حصان طروادة" الذي يمكن أن يستغله الخصوم من أجل تعزيز المصالح في مناطق النفوذ التقليدية للولايات المتحدة؛ إذ يفرض ذلك ضرورة صياغة استراتيجية واضحة للأمن القومي الأمريكي، تراعي كافة الاعتبارات السابقة، وتؤمِّن المصالح الأمريكية في الداخل وفي الخارج.</strong></a> <strong>وفي ضوء هذا، نشر موقع "فورين بوليسي"، تقريراً بعنوان "الولايات المتحدة لا يمكنها تحمل استراتيجية أخرى غامضة للأمن القومي"؛ إذ أكد التقرير أن هناك جملة من الأسباب التي تشير إلى حاجة الولايات المتحدة إلى استراتيجية أمن قومي واضحة، كما طرح معايير نجاح الاستراتيجية القادمة للأمن القومي الأمريكي؛ وذلك بالتركيز على ضرورة تفعيل هذه الاستراتيجية، بحيث يتسنى لها مواجهة كل التهديدات بأسلوب صريح ومباشر، مع وضع خارطة طريق لتأمين المصالح الأمريكية، عبر إيلاء اهتمام كافٍ بالبعد العسكري.</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><a><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">دوافع مُلحَّة</span></strong></a></p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>أكد التقرير أن هناك جملة من الأسباب تشير إلى حاجة الولايات المتحدة إلى استراتيجية أمن قومي واضحة؛ من أجل تحقيق الردع الكافي للخصوم في مناطق العالم المختلفة، ويأتي على رأسها ما يلي:</strong></p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1– </strong><strong>تصاعد تهديدات خصوم واشنطن:</strong><strong> </strong>أوضح التقرير أن روسيا والصين أصبحتا تمثلان تحدياً كبيراً للسياسات الأمريكية، لا سيما مع نجاح موسكو في فرض الأمر الواقع بضمها شبه جزيرة القرم، وحشدها نحو 100 ألف جندي على حدودها مع أوكرانيا، فضلاً عن نجاح بكين في فرض إملاءاتها في بحر الصين الجنوبي، عبر وجودها العسكري هناك. وأشار التقرير إلى أن الصين تنفذ عمليات عسكرية استفزازية بدرجة متزايدة في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي، وخصوصاً منذ مارس الماضي.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><a><strong>2– </strong></a><strong>تآكل الردع الأمريكي بدرجة متزايدة: </strong>وفقاً للتقرير، يؤدي عدم التنافس في المنطقة الرمادية، وتصاعد القدرات العسكرية للخصوم الرئيسيين، إلى تآكل الردع؛ ما يزيد خطر سوء التقدير أو المغامرة. وحسب التقرير، أشارت تقارير مؤخراً إلى أن الصين أضافت، في يونيو الماضي، وحده أكثر من 100 صومعة أو منشأة لإطلاق الصواريخ، بزيادة قدرها 140%. ولفت التقرير إلى أن بكين اختبرت في أغسطس الماضي صاروخاً وأتفوق سرعته سرعة الصوت بشكل أثار دهشة العديد من محللي الدفاع. وطبقاً للتقرير، ومنذ عام 2015، أضحت البحرية الصينية أكبر من البحرية الأمريكية، وعززت أرخبيلها المكون من جزر من صنع الإنسان في بحر الصين الجنوبي، ولم تتعامل واشنطن مع هذا الأمر بالجدية اللازمة؛ ما ضاعف خطر سياسات بكين في مرحلة لاحقة.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3– عدم وجود خطة للتعامل مع التهديدات:</strong><strong> </strong>أوضح التقرير أنه مع تنامي التحديات المحيطة، تحدَّث وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن"، في خطاب ألقاه في أبريل الماضي، عما أسماه "الردع المتكامل". ولكن ليس هناك توضيح رسمي كافٍ إلى الآن –وفقاً للتقرير– حول أبعاد هذا المفهوم الذي يبدو جديداً، وآليات تطبيقه على أرض الواقع من خلال الإجراءات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية اللازمة. وبجانب ذلك، فإن الدليل الاستراتيجي للأمن القومي المؤقت الصادر عن الرئيس في مارس 2021 –حسب التقرير– لا يوضح آليات تحديد التهديدات التي تواجه الأمريكيين، ناهيك عن تحديد استراتيجية للرد. وطبقًا للمثال الذي طرحه التقرير، فإنه في الوقت الذي يخصص فيه الدليل العديد من الصفحات للمساواة بين الأعراق وتغير المناخ، فإنه لا يقدم خطة واضحة للاستجابة للتهديد الشامل الذي تمثله الصين.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>4– تراجع ثقة الحلفاء بالوعود الأمريكية:</strong><strong> </strong>نوه التقرير بأنه في حين وعد الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بأن "أمريكا ستعود"، فإن هذا الشعار بدا أجوف بين حلفاء الولايات المتحدة. وأكد التقرير أن كارثة أفغانستان على وجه الخصوص أثارت انتقادات حادة حتى من أقرب حلفاء واشنطن، التي واجهت دبلوماسيتها العديد من الأزمات الأخرى التي كان يمكن تجنبها. وشدد التقرير على أن واشنطن قوضت مرة أخرى ثقة الحلفاء بها عندما تم تجاهل فرنسا في إعلان الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، في سبتمبر الماضي، عن اتفاقية "أوكوس" الأمنية، على نحوٍ أنهى بأسلوب غير رسمي صفقة غواصات فرنسية بمليارات الدولارات.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">معايير مطلوبة</span></strong></p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>شدد التقرير على أن هناك معايير يجب اتباعها من أجل إنجاح الاستراتيجية القادمة للأمن القومي الأمريكي، وهو ما يمكن توضيحه على النحو التالي:</strong><strong></strong></p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1– ضرورة تفعيل استراتيجية الأمن القومي القادمة:</strong> أشار التقرير إلى أنه مع تنامي الأخطار التي تهدد دور الولايات المتحدة على قمة النظام الدولي، وخصوصاً سياسات روسيا والصين؛ فإن ذلك يستلزم إعادة ترتيب دفاعات الولايات المتحدة، من خلال تفعيل استراتيجيتها القادمة للأمن القومي "NSS"، التي سيتم وضعها في الأشهر القليلة المقبلة، بحيث يتسنى لها مواجهة كل التهديدات بأسلوب صريح ومباشر، مع وضع خارطة طريق لتأمين مصالح الولايات المتحدة ورؤيتها للسلام.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2–</strong> <strong>أهمية ضمان الاستراتيجية القادمة للأمن الداخلي: </strong>أكد التقرير أنه يجب أن تركز الاستراتيجية القادمة للأمن القومي الأمريكي على الغايات والطرق والوسائل لضمان الأمن الداخلي للأمريكيين على المدى القريب، مع حماية المصالح الوطنية المستقبلية. وشدد التقرير على ضرورة أن تكون الاستراتيجية ذات استدامة سياسية في الداخل، ومع الحلفاء الرئيسيين أيضاً. ونوه التقرير بأن هذا الأمر يتطلب إجابات صادقة على بعض التساؤلات الهامة، وفي مقدمتها: ما الجهات التي تستهدف الإضرار بالشعب الأمريكي؟ وكيف يضر الأعداء بمجتمع الولايات المتحدة واقتصادها ومصالحها؟ وأوضح التقرير أن من الضروري التركيز على التهديدات الخارجية الملموسة حتى يمكن اتخاذ إجراءات حقيقية في مواجهتها، وبما يحقق الأهداف المنشودة.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3–</strong> <strong>إيلاء البعد العسكري اهتماماً كافياً في الاستراتيجية:</strong> وفقاً للتقرير، يجب الانتباه عند تفعيل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي إلى أن تكون قادرة على العمل في أي بيئة، وضد أي منافس، وهو ما يتطلب بدوره إيلاء المحور العسكري الاهتمام الكافي، على اعتبار أن القوة العسكرية هي السبيل الرئيسي لتحقيق الردع المطلوب في مواجهة الخصوم. وأشار التقرير إلى أنه بدون قوة صلبة كافية، فلن تجدي أي من الوسائل الدبلوماسية أو الضغوطات الاقتصادية في إرغام الصين على عدم مهاجمة تايوان، أو كبح المغامرات العسكرية الروسية غير المُستبعَدة ضد أوكرانيا، أو أي من أعضاء حلف الناتو. وحسب التقرير، يعتمد أمن الدولة على القوة العسكرية الصارمة التي يمكن تطبيقها بشكل أكثر فاعليةً عندما تقترن بالدبلوماسية الفعالة وفن الحكم الرشيد.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>وختاماً، أكد التقرير أن استراتيجية الأمن القومي الأمريكي يجب أن تهتم بمواجهة التحديات المُلحَّة، التي يأتي على رأسها الموقف العسكري العدواني المتزايد للصين ضد تايوان وفي بحر الصين الجنوبي. كما دعا التقرير إلى سد الثغرات في الدبلوماسية الأمريكية والقدرات العسكرية للتعامل مع التدريبات البحرية الروسية بالقرب من هاواي، ودفع موسكو إلى التراجع عن ضمها شبه جزيرة القرم. وشدد التقرير على ضرورة أن تقدم الاستراتيجية شرحاً وافياً لكيفية تحرك الجيش لحماية الأمريكيين؛ وذلك مع تصاعد التهديدات الإرهابية العالمية.</p>



<div style="height:100px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">المصدر:</span></strong></p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p>– Brent D. Sadler, The United States Can’t Afford Another Vague National Security Strategy, <strong>Foreign Policy,</strong><strong> </strong>December 19, 2021, accessible at: <a href="https://foreignpolicy.com/2021/12/19/biden-china-russia-crimea-pentagon-hard-power-national-security-strategy/">https://foreignpolicy.com/2021/12/19/biden–china–russia–crimea–pentagon–hard–power–national–security–strategy/</a></p>

      

ما شروط نجاح الاستراتيجية القادمة للأمن القومي الأمريكي؟