أليكس فاتانكا


        
<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">عرض: صباح عبدالصبور</span></strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>تُمثِّل سيطرة المرشد الأعلى علي خامنئي على النظام الإيراني معضلة كبيرة في تعاطي الحكومة الحالية مع التحديات المتصاعدة أمامها، خاصةً في ظل تماهي الرئيس إبراهيم رئيسي مع سياسات خامنئي على نحو تام، عقب مرور نحو عام على وجوده في السلطة، وفي ظل اتساع حالة الغضب الشعبي من السياسات الحكومية وإلقاء اللوم بالفشل على رئيسي لا على خامنئي. وفي ضوء هذا نشر موقع فورين بوليسي مقالاً للكاتب "أليكس فاتانكا" مدير برنامج إيران والزميل الأول في مبادرة فرونتير يوروب في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، بعنوان" إيران لمن هي على أي حال؟"، ويمكن استعراض أبرز ما جاء فيه على النحو الآتي:</strong></p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">تبعية الرئيس</span></strong></p>



<p><strong>لفت المقال إلى ملامح العلاقة بين خامنئي ورئيسي؛ وذلك على النحو الآتي:</strong><strong></strong></p>



<div style="height:15px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1– اعتبار "رئيسي" المسؤول المُفضَّل للمرشد:</strong> بحسب المقال، فإنه عندما أعلن إبراهيم رئيسي ترشحه للرئاسة في مايو 2021، اعتُبر المرشح المفضل للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. وبعد شهر، تم تسليم رئيسي المنصب في انتخابات أدارها خامنئي بعناية حسب وصف المقال. وقد وصلت نسبة إقبال الناخبين إلى مستوى تاريخي منخفض؛ ما أوضح أن الناخبين الإيرانيين يرون أن برنامج رئيسي الانتخابي كان "خدعة"؛ إذ يؤكد المقال أنه منذ البداية لم يكن الشاغل الأساسي لـ"رئيسي" هو الرأي العام الإيراني.</p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2–</strong> <strong>مسؤولية "رئيسي" عن الفشل الإيراني: </strong>على مدار عامه الأول في السلطة، كان الرئيس "رئيسي" هو الجندي المخلص الذي تصوره خامنئي؛ إذ كان رئيسي على استعداد ليكون "كبش الفداء" بسبب الإخفاقات السياسية التي هي بالفعل خارج سيطرته. وتمتد هذه الإخفاقات – حسب المقال – في سلسلة كاملة، من معدل المشاركة المنخفض، إلى المحادثات النووية المتوقفة، وصولاً إلى افتقار رئيسي إلى الرؤية في معالجة المظالم الشعبية مثل قانون الحجاب الإلزامي للنساء. وبحسب المقال، تداخل العام الأول لرئيسي في منصبه مع التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وزيادة التوترات الأمريكية مع كل من روسيا والصين. ووفقاً للمقال، أعطى هذا الاضطراب الجيوسياسي في أماكن أخرى خامنئي سبباً للاعتقاد بأن قبضة العقوبات الأمريكية على إيران ستنهار قريباً، وأنه يمكنه الاستمرار في مسار سياسته. وإذا لم يكن كذلك، فسيظل رئيسي كبش الفداء، وهذا هو الواقع البسيط و"المحزن" بالنسبة إلى رئيس إيران.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3– دعم "رئيسي" عبر إعلام النظام:</strong> وفقاً للتقرير، يحب الإعلام الذي يسيطر عليه النظام في إيران تصوير رئيسي على أنه رجل الشعب، ويقال إنه حطم الأرقام القياسية في عدد الزيارات التي يجريها إلى المقاطعات للاختلاط بأشخاص في المجتمعات المتعثرة. ومع ذلك، فإن حكومة رئيسي مسؤولة جزئياً فقط عن تفاقم الضغوطات الأولية في إيران.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">سيطرة خامنئي</span></strong></p>



<p><strong>أوضح المقال أبرز مؤشرات سيطرة المرشد الأعلى على السياسات الاقتصادية في البلاد، وهو ما يمكن تناوله على النحو الآتي:</strong><strong></strong></p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1– إلزام "رئيسي" بقرارات اقتصادية صعبة</strong>: في خطاب تلفزيوني في شهر مايو الماضي، أعلن رئيسي أن أيام الدعم بالدولار الأمريكي – عند 42 ألف ريال للدولار مقابل 280 ألف ريال بسعر السوق – قد ولَّت. وقد كان الهدف من السعر المدعوم الحفاظ على انخفاض سعر الواردات الأساسية. ولكن مع إزالته، ارتفعت أسعار الأطعمة والسلع الاستهلاكية اليومية. وتبع ذلك احتجاجات في الشوارع من قبل الشرائح الأكثر فقراً من المجتمع، وهي نسبة كبيرة ومتزايدة. وقد أطلق فريق رئيسي على القرار اسم "الجراحة الاقتصادية"؛ أي أنه أمر مؤلم، ومع ذلك كان لا بد من حدوثه. وعندما اتسع نطاق الاحتجاجات الغاضبة، اتُّهم وزير الاقتصاد إحسان خاندوزي بتزوير بيانات مكافحة الإرهاب لتقليل اللوم على الرئيس. وكان هذا بعد فترة وجيزة من عزل وزير العمل حجة الله عبد المالكي؛ وذلك بعد مطالبات عبد المالكي المتكررة بخلق الوظائف وعدم القدرة على دفع المعاشات التقاعدية في الوقت المحدد.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2– التوافق مع رؤية اقتصاد المقاومة</strong>: وفقاً للمقال، فإن مشاكل خاندوزي وعبد المالكي أعراض لظاهرة أكبر خارج نطاق اختصاص رئيسي؛ إذ يتألف مجلس الوزراء من أفراد يفتقرون إلى الكفاءة البيروقراطية المثبتة، لكنهم موالون لرؤية خامنئي للعالم. وهذه النظرة إلى العالم معادية للأجانب بشكل أساسي؛ حيث اخترع خامنئي مفهوم "اقتصاد المقاومة" بمعنى تعظيم النشاط الاقتصادي المحلي والإنتاج مع الحد من دور العالم الخارجي، أو على الأقل الغرب، في اقتصاد إيران، ولا يرى أي داعٍ للعدول عن ذلك.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3– تنفيذ القرارات الصادرة عن مكتب المرشد:</strong> يقع على عاتق حكومة رئيسي تنفيذ المجموعة الغامضة من المراسيم الاقتصادية الصادرة عن مكتب المرشد الأعلى. وفي حين أن خامنئي ليس لديه – على ما يبدو – مشكلة في كون الصين عميل النفط الرئيسي الوحيد لإيران، فإن رئيسي لا يمكنه العمل إلا ضمن القيود التي وضعها خامنئي له.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">ضعف الدولة</span></strong></p>



<p><strong>أبرز المقال بعض المؤشرات الدالة على سيطرة خامنئي على السياسة الداخلية والسياسة الخارجية في إيران وتداعيات ذلك على إيران؛ وذلك على النحو الآتي:</strong></p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1– تبني "خامنئي" نهجاً خارجياً عزز عزلة إيران</strong>: يؤكد المقال أن الكارثة الاقتصادية لإيران هي نتاج السياسة الخارجية للنظام التي تسببت في العزلة، والتي تقع خارج سيطرة رئيسي والبرلمان؛ فوفقاً للمقال، فإن الرجل الذي يصوغ موقف إيران الاستراتيجي تجاه العالم الخارجي هو خامنئي، باعتباره المرشد الأعلى منذ عام 1989، وهو المسؤول الأكبر عن فصل إيران عن الاقتصاد العالمي.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2– فرض سياسات داخلية متشددة على الإيرانيين:</strong> لا تقتصر أساليب خامنئي الرجعية والمتصلبة – حسب المقال – على السياسة الخارجية أو الاقتصادية فقط. وكمثال على ذلك، فإنه في الأسابيع الأخيرة، احتشد المزيد من الإيرانيات بشجاعة ضد فرض الحجاب الإلزامي، لكن خامنئي واصل التعبير عن التزامه بما يسميه القيم الإسلامية، التي تشمل الحجاب.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3– تصاعد حالة الاستهجان بين رجال الدين:</strong> من الجدير بالذكر أنه لا تؤثر صلابة خامنئي على رئيسي فحسب، بل تؤثر على رجال الدين أيضاً الذين يترأسهم خامنئي؛ إذ وصلت مناهضة رجال الدين إلى مستوى قياسي في إيران، مع تزايد الهجمات العشوائية على رجال الدين العاديين؛ فمثلاً يقترح رجل دين كبير – وهو آية الله مصطفى محمد داماد – مؤخراً أن الإنقاذ الوحيد لطبقة رجال الدين هو فصل نفسها عن السياسة، وهو بيان جريء جداً من أي شخص يعيش في هذه الثيوقراطية، كما أنه يكشف عن مدى تصاعد الاستهجان بين طبقة رجال الدين التي كانت العمود الفقري للجمهورية الإسلامية منذ عام 1979.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong><span class="has-inline-color has-vivid-red-color">ضغوط الداخل</span></strong></p>



<p><strong>في ظل الوضع المتأزم أمام السياسة الإيرانية داخلياً وخارجياً، فإن ثمة تحديات وضغوطاً متصاعدة في مواجهة الرئيس الإيراني؛ وذلك على النحو الآتي:</strong><strong></strong></p>



<div style="height:16px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>1– توسُّع </strong><strong>الضغط من الأسفل:</strong> يرى المقال أن الصراع على الحجاب الإلزامي هو صورة مصغرة مثالية للقوى التي تقاتل على السلطة في إيران اليوم؛ إذ إن هناك شعوراً عميقاً بالاستياء العام من النظام الذي يسعى وراء أولويات خارجية وداخلية خاطئة، مثل الحجاب الإجباري. ويقابل هذا بدوره عناد خامنئي وأوصيائه المسلحين في الحرس الثوري الإسلامي؛ ما يحافظ سلامة النظام، لكن الضغط من الأسفل للتغيير لا يزال مستمراً ويتوسَّع بحسب المقال.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>2– بدء احتجاج الطبقات العاملة:</strong> اعتاد الشباب والطبقات الوسطى في طهران تعبئة الاحتجاجات في الشوارع ضد النظام. ولكن خلال العام الأول لرئاسة رئيسي، ومع استمرار تعثر الاقتصاد، جاءت الاحتجاجات على نحو رئيسي من المقاطعات والطبقة العاملة. ويشير المقال إلى أنه في الوقت الحالي فإن خامنئي له اليد العليا، ومن الواضح أنه يعتقد أن التنازلات للجمهور الإيراني – أو للقوى الخارجية مثل الولايات المتحدة – لن تؤدي إلا إلى المطالبة بالمزيد من التنازلات.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>3– إلقاء اللوم على الرئيس لا على المرشد: </strong>يحمي خامنئي دوره الشرفي بوصفه مرشداً دينياً للنظام السياسي من الغضب اليومي، الذي ينصبُّ على رئيسي وحكومته. على الجانب الآخر، فإن الرئيس الإيراني لم يقاوم ذلك، ومن غير المرجح أن يتراجع، فهو – وفقاً للمقال – مَدين لخامنئي بكل شيء. كذلك يلعب رئيسي دور الرجل الثاني أيضاً في مجال السياسة الخارجية. وينطبق هذا على القضايا الرئيسية، مثل المحادثات النووية مع الأمريكيين، أو في تشكيل ميل إيران الاستراتيجي تجاه روسيا والصين. ولا تزال هذه السياسات تتشكل بدرجة كبيرة من خلال قراءات وحسابات خامنئي والحرس الثوري.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>4– صعوبة رفع العقوبات الدولية:</strong> بحسب المقال، يعرف رئيسي أن الحل الوحيد الذي قد يحارب الغضب هو رفع أهم العقوبات على إيران، مثل حظر صادراتها النفطية أو استبعادها من البنوك العالمية. لكن رئيسي لا يملك القوة للدفع باتجاه اتفاق نووي دون موافقة خامنئي. وفي الواقع، ليس لدى رئيسي حتى الآن أي إنجاز في السياسة الخارجية يمكن أن يسميه إنجازه؛ إذ كان قبول إيران في منظمة شنجهاي للتعاون، التي تقودها روسيا والصين في سبتمبر 2021، يتعلق بحسابات موسكو وبكين تجاه الولايات المتحدة أكثر من كونه يتعلق برؤية سياسة رئيسي، كما أن عملية الانفراج البطيء والمستمرة بين إيران ودول الخليج مدفوعة أكثر بالشكوك العربية حول التزام واشنطن بأمنها أكثر من أي مبادرة سياسية من جانب حكومة رئيسي، وفق المقال.</p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><strong>وختاماً.. جاءت أقرب مواجهة مفتوحة بين رئيسي وخامنئي – بحسب المقال – في أبريل الماضي، عندما سرَّبت الدائرة حول رئيسي معلومات محرجة عن رحلة باهظة الثمن في تركيا من قبل عائلة رئيس البرلمان محمد قاليباف. ووفقاً للمقال يعد قاليباف أحد المقربين لخامنئي، لكنه أيضاً منافس لرئيسي، على الرغم من أنهما ينتميان إلى الفصيل المتشدد نفسه في النظام. ويثير المقال التساؤل حول خطة رئيسي للبقاء في القصر الرئاسي، وربما حتى الاحتفاظ باسمه في السباق لخلافة خامنئي بوصفه مرشداً أعلى، ويؤكد في هذا السياق أن رئيسي يقبل أن تكون ولايته الرئاسية تنفيذاً لإرادة خامنئي؛ وذلك لضمان مستقبله في النظام، ولا يرجح أن يتغير أسلوب عمله في أي وقت قريباً.</strong></p>



<div style="height:18px" aria-hidden="true" class="wp-block-spacer"></div>



<p><span class="has-inline-color has-vivid-red-color"><strong>المصدر:</strong></span></p>



<p>Alex Vatanka, Whose Iran Is It Anyway?, Foreign Policy, August 5, 2022, accessible at: <a href="https://foreignpolicy.com/2022/08/05/iran-politics-khamenei-supreme-leader-president-raisi-power/">https://foreignpolicy.com/2022/08/05/iran–politics–khamenei–supreme–leader–president–raisi–power/</a></p>

      

كيف همَّش "خامنئي" الرئيس الإيراني خلال عامه الأول في السلطة؟