إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية

شكَّلت الأحداث الأخيرة في كازاخستان جرس إنذار مهماً بالنسبة إلى النظام الروسي، بأن ثمة ضرورة مُلحَّة لتعزيز النفوذ في منطقة آسيا الوسطى، ورفع مستوى الانخراط بقدر أكبر خلال المرحلة المقبلة، تفادياً لتحوُّل تلك الدول إلى بؤرة أزمات يمكن أن يتم تصديرها إلى موسكو بسهولة، خاصةً في ظل تزايد الاختراق الخارجي لدول المنطقة، والقلق الروسي من الدفع نحو التأثير سلباً على الأمن القومي الروسي عبر ظهور الثورات الملونة في بعض دول آسيا الوسطى الخمس (أوزباكستان، وتركمانستان، وكازاخستان، وطاجيكستان، وقيرغيزستان). ومن هنا كان التدخل الروسي عسكرياً في كازاخستان، جنباً إلى جنب مع الرغبة الحثيثة في إعادة الاستقرار السريع للدولة التي حصلت على استقلالها من الاتحاد السوفييتي مطلع تسعينيات القرن الماضي. وفي ضوء هذا، سعت موسكو إلى توظيف أدوات مختلفة تساعدها على تحقيق النفوذ المأمول؛ وذلك بالتركيز بشكل أساسي على توظيف القوة الناعمة بدرجة أكبر بين دول المنطقة، وهو مسعى تواجهه عدة تحديات، بعضها داخلي يتعلق بالمشكلات الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها بعض تلك الدول، جنباً إلى جنب مع بروز معضلة تصاعد الاهتمام الدولي بخلق موطئ قدم في منطقة آسيا الوسطى.

هل تنجح روسيا في إعادة نفوذها إلى منطقة آسيا الوسطى؟

القوة الناعمة:

يترقب جمهور القراء والمتابعين في العالم طرح دور النشر العالمية عدة إصدارات استثنائية خلال عام 2022؛ إذ لا تزال جائحة كورونا تُلقي بظلالها على أبرز إصدارات العام الجديد، ومنها ما يركز على التداعيات التي خلَّفتها الجائحة، سواء على العلاقة بين المواطن والدولة، أو حتى على تغيُّر نمط الحياة والعمل في أغلب المجتمعات، علاوةً على ارتدادات الجائحة على اقتصادات الدول، وسعي صُنَّاع القرار نحو تبني مقاربة مرنة تُحجِّم الارتدادات السلبية للجائحة على الوضع الاقتصادي، فيما تركز بعض الإصدارات الأخرى على "معضلة الديمقراطية" في عالم التكيُّف مع الوباء. ومن جانب آخر، تركز بعض الإصدارات المزمع إصدارها على الصراع القائم بين القوى الكبرى حول العالم، لا سيما بين الولايات المتحدة والصين، واحتمالية تأثير التراجع الأمريكي على إحداث نوع من "فراغ القيادة" عالمياً، فيما تركز إصدارات أخرى على العلاقة المتذبذبة بين واشنطن وموسكو، وهي كتابات –في مجملها– تركز على ما يمكن وصفه بأن حرب باردة جديدة. فيما تبرز بعض الإصدارات الجديدة سمات الاقتصاد العالمي وملامح التقدم التكنولوجي الهائل، وارتدادات ذلك المتباينة على الأوضاع العالمية. وفي سياق آخر، تركز بعض الإصدارات الجديدة على مستقبل الديمقراطية وتصاعد الشعبوية وبروز ظاهرة "الرجل القوي" في السلطة، مع إشارة بعض الإصدارات إلى أزمة الفساد في بعض دول العالم. وفي ضوء هذا يمكن تناول أبرز تلك الإصدارات؛ وذلك على النحو التالي:

ما الذي تكشفه الكتب المرتقب صدورها في 2022؟

عالم جديد:

تحولت "كييف" إلى إحدى النقاط الساخنة في العلاقات الروسية التركية خلال الفترة الأخيرة، خاصةً في ظل مساعي أنقرة إلى خلق دور ونفوذ في أوكرانيا الواقعة على الحدود الروسية، وهو ما يمثل مساحة جديدة للصراع المكتوم بين أنقرة وموسكو، كما أنه يحمل طابعاً مغايراً لانخراط البلدَين في مناطق الصراعات بالشرق الأوسط، خاصةً في ظل بُعد دول مثل سوريا وليبيا عن الحدود الروسية. وقد مثَّل الانخراط التركي غير المباشر في الصراع المحتدم بين روسيا من جانب وبين أوكرانيا وحلفائها الغربيين من جانب آخر؛ أمراً مقلقاً بدرجة كبيرة لروسيا، لا سيما أن هذا الانخراط يرتبط بتصدير أسطول طائرات تركية بدون طيار إلى كييف؛ حيث تتخوف موسكو من احتمالية أن يتسبب هذا في تحويل دفة الحرب لصالح خصمها الأوكراني، خاصةً بعدما استخدمت أوكرانيا هذه الطائرات في منطقة دونباس الشرقية ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا.

دوافع الانزعاج الروسي من الدور التركي في الأزمة الأوكرانية

صراع مكتوم:

يطرح كتاب "حروب الحدود الجديدة: الصراعات التي ستحدد مستقبلنا"، للكاتب "كلاوس دودز" أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة لندن، العديد من الأفكار المهمة التي تتعلق بمستقبل الحدود وأمنها واقترانها ببعض النزاعات الدولية، إذ يقدم الكاتب تفسيرات مختلفة لبروز النزاعات الحدودية في العالم، والتي يأتي على رأسها؛ التقسيم الاستعماري والهوية، ويُبرز الكاتب معضلة احتدام التنافس على الموارد الاقتصادية العابرة للحدود مثل المياه والنفط، كما يشير إلى توسع ظاهرة "الحدود المتحركة" في المناطق الجليدية والاهتمام بالأنهار المتجمدة، علاوةً على طرح مفهوم "الحدود الذكية"، والاستثمار في التقنيات المتقدمة لمراقبة الحدود من أجل تأمين الدول عبر أقاليم العالم المختلفة. وفي ضوء هذا يقدم الفيديو التالي أبرز الأفكار التي تضمنها الكتاب، ويمكن كذلك مشاهدة الفيديو عبر الصفحة الرسمية لـ "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" على موقع "يوتيوب" من خلال الرابط التالي.

كتاب جديد عن صراعات الجغرافيا العالمية في المستقبل (فيديو)

حروب الحدود:

يمثل عام 2022 عاماً مهماً للسياسة الأمريكية، خاصةً في ظل تصاعد التحديات التي تواجه الأمن القومي الأمريكي، ففي الداخل من المرتقب أن تتزايد حدة الاستقطاب السياسي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، في ظل مساعي الجمهوريين لاستعادة السيطرة على الكونجرس في انتخابات التجديد النصفي نوفمبر المقبل، فيما يتصاعد قلق الرأي العام الأمريكي من ميل الديمقراطيين أكثر نحو اليسار، وسط توقعات أن يتجه الديمقراطيون نحو تغيير قواعد مجلس الشيوخ لإنقاذ قانون حقوق التصويت. وخارجياً؛ قد تتجه الإدارة الأمريكية نحو أولوية صياغة استراتيجية عسكرية جديدة في منطقة الهندوباسيفيك لمواجهة الصين، مع الرغبة في إدارة التوترات مع روسيا في مناطق التشابكات الاستراتيجية بين البلدين. وفي ضوء هذا، يقدم الفيديو التالي أبرز التحولات المرتقبة في الولايات المتحدة خلال عام 2022، ويمكن كذلك مشاهدة الفيديو عبر الصفحة الرسمية لـ "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" على موقع "يوتيوب" من خلال الرابط التالي.

التحولات المرتقبة في الولايات المتحدة خلال عام 2022

أولويات واشنطن:

تشهد القارة الأوروبية خلال عام 2022 بعض الفرص والمخاطر المحتملة، والتي يأتي على رأسها تنسيق فرنسا وألمانيا من أجل تعزيز مرونة وتماسك الاتحاد الأوروبي خاصةً في مرحلة ما بعد ميركل، علاوةً على التفاوض حول التزام بولندا والمجر بالقواعد الدستورية للاتحاد، وفي المقابل فإن هناك تعثر محتمل لتحقيق تكامل عسكري ودفاعي أعمق بين الدول الأوروبية خلال العام الجاري، وفي سياق آخر، من المرجح أن تشهد القارة تراجعاً نسبياً للنمو الاقتصادي بسبب التداعيات المستمرة لجائحة كورونا. وفي ضوء هذا يقدم الفيديو التالي أبرز الفرص والمخاطر في القارة الأوروبية خلال عام 2022، ويمكن كذلك مشاهدة الفيديو عبر الصفحة الرسمية لـ "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" على موقع "يوتيوب" من خلال الرابط التالي.

10 تطورات متوقعة في القارة الأوروبية خلال عام 2022 (فيديو)

مستقبل الاتحاد:

من المرجح أن تشهد قارة أمريكا اللاتينية خلال عام 2022 العديد من الفرص المحتملة والمخاطر المتوقعة، ويأتي على رأس تلك المخاطر زيادة تغلغل القوى غير الغربية في اقتصادات دول أمريكا اللاتينية، جنباً إلى جنب مع تزايد صراعات اليمين واليسار وتصاعد الشعبوية بدول القارة، علاوةً على تفاقم الاضطرابات السياسية والاجتماعية في بعض بلدان القارة، أما فيما يتعلق بالفرص، فمن المتوقع أن تتبنى الحكومات استراتيجيات لتعزيز التمو والاستدامة المجتمعية، إلى جانب التداعيات المرتبطة بانعقاد القمة التاسعة للأمريكتين في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي ضوء هذا يقدم الفيديو التالي أبرز الفرص والمخاطر في أمريكا اللاتينية خلال عام 2022، ويمكن كذلك مشاهدة الفيديو عبر الصفحة الرسمية لـ "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" على موقع "يوتيوب" من خلال الرابط التالي.

10 ظواهر صاعدة في أمريكا اللاتينية عام 2022 (فيديو)

القارة المضطربة:

تواجه القارة الأفريقية خلال عام 2022 العديد من الفرص والمخاطر، ويأتي على رأس تلك المخاطر التي تواجه القارة؛ تباطؤ معدلات توزيع لقاح كورونا على المواطنين إذ تملك القارة مؤشرات منخفضة مقارنة بمناطق أخرى حول العالم فيما يتعلق بالتلقيح الكامل ضد كورونا، ويرتبط بذلك بشكل وثيق، احتمالات تفشي متحورات جديدة من فيروس كورونا بين دول القارة، وما يرتبط بالجائحة من تواسع اضطرابات السفر والسياحة عبر دول القارة، وفي مقابل بعض تلك المخاطر، هناك بعض الفرص المتوقعة بالقارة، ولعلّ أبرزها تزايد صادرات دول القارة لاسيما من المواد الخام، وتصاعد الانخراط الاقتصادي الصيني في القارة. وفي ضوء هذا يقدم الفيديو التالي إجابة على التساؤل المتعلق بأبرز فرص ومخاطر القارة السمراء خلال عام 2022، ويمكن كذلك مشاهدة الفيديو عبر الصفحة الرسمية لـ "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" على موقع "يوتيوب" من خلال الرابط التالي.

10 ظواهر تحت المراقبة في قارة أفريقيا عام 2022 (فيديو)

الفرص والمخاطر:

تتزايد الملفات الخلافية بين الإدارة الأمريكية والنظام التركي خلال الفترة الأخيرة، بما في ذلك ضغوط أمريكية متصاعدة على الصناعات الدفاعية التركية التي تسعى أنقرة إلى توظيفها خارجياً بشكل أكبر، وبما يعزز الصورة الذهنية للبلاد ويحقق مردوداً اقتصادياً جيداً، خاصةً مع نجاح الطائرات المُسيّرة التركية في بعض مناطق الصراعات، على غرار ناجورنو كاراباخ وليبيا. وفي هذا الإطار، فقد وقّعت إدارة بايدن في 27 ديسمبر الماضي على مشروع قانون للدفاع يسمح للحكومة الأمريكية بتتبع وتقييم الآثار المترتبة على الأمن القومي الأمريكي فيما يتعلق بتوسع برنامج الطائرات بدون طيار في تركيا. كما يسمح القانون لوزارتي الخارجية الأمريكية والبنتاجون بالإبلاغ عن صادرات الطائرات بدون طيار التركية منذ عام 2018، وما إذا كانت تلك الطائرات تحتوي على أجزاء أو تكنولوجيا صنعتها شركات أمريكية. ويعد هذا الإجراء استكمالاً لعقوبات أمريكية على قطاع الصناعات الدفاعية التركية، لكنها المرة الأولى التي تستهدف صناعة الطائرات المُسيّرة، على نحو يوحي بأن واشنطن تسعى في المرحلة المقبلة إلى رفع مستوى محاصرة القطاع العسكري التركي. 

إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية

إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية

الإصدارات

الأكثر مشاهدة